قصة قصيرة: لحظات سعيدة
منذ 2011-01-01
يتقلب تحت الغطاء،يتململ،أففف...! يأخذ نفساً عميقاً يندس في ظلام غطائه، يحاول مرة أخرى، ولكن لا جدوى، متضايق أنا و يبدو أني لن أستطيع النوم..
يتقلب تحت الغطاء، يتململ، أففف...! يأخذ نفساً عميقاً يندس في ظلام غطائه، يحاول مرة أخرى، ولكن لا جدوى، متضايق أنا و يبدو أني لن أستطيع النوم..
يمد يديه بغضب نحو الساعة يبحلق فيها، يا للعجب إنها الخامسة صباحا إنها المرة الأولى التي أستيقظ فيها في مثل هذه الساعة..
في الخارج يسمع أصواتاً رقيقة تنطلق من خلف ستارة شباكه المغلقة، أصوات عصافير حفيف الأوراق، يا له من عالم نشيط يزخر بالحياة.
قام متثاقلا من تحت غطائه اتجه نحو النافذة،آآآه.. لا أرى شيئا، الضوء يرسل خيوطه باستحياء بين ركام الظلام، يشعر وكأن هذا المنظر أمامه يستنشق الضوء المنبعث إليه لينهض بيوم جديد..
يا له من كسول...!!!
عاد واندس تحت الغطاء، ويريد أن يغمر رأسه في عتمته، وفجأة يسمع صوتا عذبا يملأ كل الفراغ الداكن حوله، يهز كل السكون حوله ليحوله إلى كائن متحرك ينبض بالحياة، وكأنه نفخة الروح في الأموات....!
أيها الميت قم، ما هذا السبات الذي يغشاك، كل شيء حولك يحيه هذا النداء إلا أنت قم...!
نعم إنه صوت الأذان، يقوم ليجلس خلف النافذة يستمع إلى هذا النداء، تتغير ملامح وجهه ترتسم عليها ابتسامة عريضة، يحس أن هذا النداء يضمه يغمره بحنان، يحلق معه في عالم من النور...آآآه... وتنطلق من جوفه حشرجة، إنه يبكي، يريد أن ينفجر من البكاء..
إنها أول مرة يشعر بهذا الشعور... يذهب يتوضأ، يشعر بسعادة في قلبه تكاد أن تفجر كيانه..
يفتح الباب ينطلق نحو المسجد.. ما أجملها من خطوات وأصوات تملأ الأزقة والطرقات في حيه، إنه ليس الوحيد الذي يشهد هذا الحفل، أصوات من هنا وهناك تسبيح يختلط بالتهليل ورجل مسن هناك يمشي وعصاه التي يستند إليها تزيح من الطريق حجراً أو ورقة، أصوات العصافير، أصوات ضحكات خفيفة وحوارات رقيقة، على الوجوه ترتسم ملامح ملائكية...
يقترب من المسجد، ويدخل المسجد،،،،
ويغرق في نور و طمائنينة و سلام،،، يا إلهي إني أسعد مخلوق في هذا الكون، لا شيء ينغص حياتي، إنها الطمأنينة حقا،،
ويغرق في سجود طويل، ويناجي محبوبا طال عنه الغياب، ويبكي في حرقة و يبكي في سعادة، ويود أن سجوده يمتد إلى ما لا نهاية.....
الكاتب: أسامة سمارة - فلسطين
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
- التصنيف: