حصة آل الشيخ وأخواتها إعراض واعتراض على دين الله

منذ 2011-01-01

جرت سنة الله أن لا يخلو زمان من معرضين عن الحق معارضين له، ومذعنين له داعين إليه، فما نراه اليوم مما تجري به أقلام بعض المحسوبين والمحسوبات على الثقافة في الساحة الفكرية السعودية من قدح وتشكيك وإثارة للشبهات حول الدين..


مدخل: لكل قوم وارث:
جرت سنة الله أن لا يخلو زمان من معرضين عن الحق معارضين له، ومذعنين له داعين إليه، فما نراه اليوم مما تجري به أقلام بعض المحسوبين والمحسوبات على الثقافة في الساحة الفكرية السعودية من قدح وتشكيك وإثارة للشبهات حول الدين والمتدينين، صداً لعباد الله عن دينهم الحق، وتزهيدا لهم في إرث النبوة العظيم لا يخرج عن سنة الصراع الأبدي بين الحق والباطل، ولا يخرج عن أن يكون تكراراً لشبهاتٍ قيلت قبل من المجرمين المعترضين على الدين المعارضين له، فلكل قوم وريث.. ولكل خلف -في خير أو شر- سلف.

والمعرض المعترض على دين الله ودعوة الرسل بعقله (هواه)، أو بعقل وفكر (هوى) غيره موجود في كل زمان.. يعلن وينافح عن إعراضه ومعارضته بلسانه وبنانه، وربما بنفسه وماله.

بدأ ركب المعرضين المعترضين بالشيطان الرجيم، أعرض عن أمر الله وعارضه بحجج عقلية، عندما عقد مقارنة بين مادة خلقه ومادة خلق آدم فاغتر بنفسه واستكبر عن أمر الله له بالسجود لآدم وقدم حججاً عقلية يعترض بها ويعارض أمر الله، فكانت عاقبة أمره خسرا.. أستحق الخزي واللعنة إلى يوم الدين. {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ } [الأعراف:13].

واقتدى بإبليس في إعراضه عن الحق ومعارضته له بحجج عقلية (الملأ) من قوم نوح الذين قادتهم عقولهم إلى أن في استجابتهم لنوح وهو بشر مثلهم وليس ملك واقترانهم بالضعفاء ممن تبعه حط لمكانتهم وتنزيل لقدرهم، استعملوا قياسات عقلية تعتمد على معايير مادية بحتة، { قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [الشعراء:111].

وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات، كل هؤلاء أعرضوا عن الحق {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ } [إبراهيم:9].

وكفار قريش أعرضوا عن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم، وعارضوه في كثير مما أمرهم به أو نهاهم عنه، بل إنهم ولشدة استحكام الكفر في قلوبهم أنكروا آيات رأوها رأي العين.. يقول تعالى: { وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } [القمر:2]، فهم لم يكتفوا بالإعراض عن قبول المعجزات التي يرونها بأم أعينهم، بل زادوا على ذلك أن عارضوا تلك الآيات بالتكذيب لها وأنها لا تعدو أن تكون سحرا مستمر يسحرهم به النبي صلى الله عليه وسلم.

والمنافقون أعرضوا عن الحق وعارضوه بما استطاعوا، ولأنهم منتسبون للشريعة كسوا معارضتهم لباس الشرعية، وقاموا بأسلمة أفكارهم المعترضة على شرع الله، ووجهوا سهامهم صوب من يحمل الدين. فالمنافقون في عهد النبوة لم يعلنوا أبداً أنهم مارقين من الدين مخالفين له، بل كانوا يقدمون بين يدي خيانتهم أعذاراً شرعية، يقول تعالى: { وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ} [التوبة:42] {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي} [التوبة:49] { سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا} [الفتح:11]، وكانت سخريتهم تتجه للمتدينين لا للدين، وقصة تطاولهم على القراء حال العودة من غزوة تبوك ونزول آيات في ذلك تكفرهم مشهور.


حصة وأخواتها:
أطلتُ النظر في حال الدكتورة حصة آل الشيخ وأخواتها ممن يسرن على دربها ويقلن بقولها، فما وجدتُ غير إعراض عن الشريعة واعتراضٍ عليها، وما وجدت بضاعتنا في أيديهن بل وجدتهن يحملن بضاعة الكافرين من المستشرقين ومن تبعهم ممن عُلم نفاقه وعداوته للدين، والجامع المشترك بين هؤلاء جميعاً هو الإعراض عن الشريعة والاعتراض عليها، ومتابعة الكافرين في أقوالهم ضد الشريعة.

والهداية مبدؤها من النفوس وليس للنصوص، فالزائغون قوم زاغت قلوبهم ابتداء.. يقول تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [الصف:5]. والذين في قلوبهم مرض هم الذين يتبعون المتشابه أو يختلقونه لغرضٍ بينه الله هو: ابتغاء الفتنة وابتغاء صرف النص عن ظاهره {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} [آل عمران:7].

فالمعارضون لدين الله المعترضون عليه حُجبت عنهم الهداية بسبب ما قام في قلوبهم من استعلاء على الحق وبغض له يقول تعالى: { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف:146].

وحاصل القول أنه ما زاغ عبد وراغ عن الحق وعارضه إلا بسبب ما قام في قلبه من زيغ وكراهة له، وافتعال للشبهات واتباع للشهوات.. { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ } [البقرة:26] { وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } [التوبة:26].


غياب التصور الصحيح للعبودية:
غياب التصور الصحيح للعبودية عن ذهن حصة وأخواتها.. وغياب أن عبادة الله وحده هي الغاية التي من أجلها خُلِقنا { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56] وأن البشر هنا في هذه الحياة ليعبدوا الله وحده لا شريك له ويعبدوا الناس له.

وجهلهن بحقيقة العبودية التي تنتظم ماهيتها في أن نكون نحن العباد الفقراء بالذات.. لا بالعلل غاية في الخضوع والذل والانقياد لمعبودنا الغني بالذات.. لا بالعلل، نأتمر بأوامره وننتهي عن نواهيه، ونسلم نواصينا له، ثم نستغفر لتقصيرنا فيغفر لنا ويرحمنا ويسترنا ويعفو عنا ويعافينا في ديننا ودنيانا. فالعبد خاضع ذليل لمولاه، لا يعترض ولا يعارض.

ولا شك أن غياب العبودية بمعناها الحقيقي عن الذهن والتصور يجعل المرء يعظم نفسه، ومن ثم يتبع ما يمليه عليه هواه، أو يكبر في نظره عبيد آخرين فيتبعهم.

وغياب أننا هنا لنعبده ونعبد الناس له بدعوتهم إلى ربهم على هدي رسوله صلى الله عليه وسلم يجعل كثيرين يتحركون لغايات أخرى غير العبادة، وكأن الدنيا هي دار القرار، أو كأنها المنتهى.. وليس بعد الموت بعث ولا حساب، عاملنا الله والقراء الكرام برحمته.

ترديد لأقوال الكافرين:
تظن حين تقرأ لحصة أنها بذلت جهدا وأعملت فكرا.. وتظنها حالة من البحث عن الحقيقة انتهت بهذه الشبهات.

والأمر على خلاف ذلك تماماً، فليست أبداً حالة من الجد والاجتهاد، وإنما هي حالة من كره ما أنزل الله دفعت هذه وأمثالها لتكرار شبهات الكارهين لما أنزل الله من الكافرين (المستشرقين) والمنافقين ممن تزعموا حركة التغريب في المجتمعات الإسلامية الأخرى.

هكذا ظهر لي حالها بعد أن دققت النظر في أقوالها.

ولا أزعم أن حصة جلست بين يدي مستشرق متعلمةً، ولكن كلامها هو بأم عينه كلامهم، نقلته عنهم أو عمن تتلمذ على أيديهم، توافق هواها مع أهوائهم فقالت بمثل قولهم، ولا يهمني عمن أخذت (المستشرق أو من أخذ عنه) الذي يهمني أنها تردد كلام أعداء الملة من المستشرقين، فهم الذين قدموا قراءة مغلوطة للشريعة الإسلامية.. وهم الذين أوجدوا هذا المستنقع الآسن من الشبهات حول الشريعة الإسلامية، ليرده قوم من بني جلدتنا يعبون منه عبا، ومن ثم انتشرت بيننا شبهات المستشرقين على لسان نفرٍ من قومنا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في مصر والشام والمغرب العربي، ثم جاءت لمثقفينا من مخرجات هؤلاء أو من المطالعة في كتب المستشرقين أنفسهم، وبالمثال يصدق المقال:


أمثلة تبين تبعية حصة للكارهين لما أنزل الله:
حد الرجم : وقفت الدكتورة حصة أمام حد الرجم تتعجب من نسخ آية الرجم مع أهميتها بأسلوب استفهامي ملتوي يفهم منه أنها تشكك في قضية النسخ وهي من الله، وهو مسلك مشهور عند المستشرقين ومَن تبعهم من بني جلدتنا، ويفهم منه أيضا أنها تشكك في حد الرجم.

وقد يظن القارئ أن هذه التساؤلات المشككة في الحكم الشرعي وفي النسخ القرآني من كيس حصة -كما توهمه هي- ولكن الأمر على خلاف ذلك، فالكلام خرج ابتداء من أفواه الكافرين وتناقله نفر من المنحرفين من أمثال فرج فودة والترابي، وحصة لا تأتي بجديد.. فقط تجتر الشبهات من عندهم، وتعيد الصياغة فحسب.

وقل مثل ذلك في موقفها من أحكام شرعية كثيرة وبخاصة ما يتعلق بالمرأة كالقوامة وتعزير الناشز ومنع سفر المرأة بلا محرم، وبطلان ولاياتها، وفرضية الولي عليها.. الخ الخ. كل هذه الأحكام الشرعية التي تفرض حقيقة العبودية الانصياع لها ترفضها حصة.. بل لا تطيقها، وتستحلب الشبهات من كتب آخرين لتشوش على من يقرأ لها وتشككه، محاولةً إيهامه أنها من محدث أقوال الفقهاء والمحدثين وأن الإسلام لم يأت بشيء منها!!

رد السنة: تنكر حصة أحاديث صحاح وتحاكمها إلى عقلها (حديث ناقصات عقل ودين مثالاً) وتقول مستنكرةً تدوين السنة: (التاريخ يؤكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من كتابة أحاديثه حتى لا تتحول إلى تلمود، وقيد على عقل الأمة الإسلامية بعد وفاته. روى مسلم في مقدمة صحيحه خبراً دالاً عن سعيد القطان: "لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث" غير أن مسلما يبرر الصراحة هذه تبريرا لا منطقيا بقوله "يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون الكذب"). تشغب على القارئ بنهي النبي صلى الله عليه وسلم في وقت ما عن كتابة الحديث، وتشغب بمقولة ابن القطان في بعض الصالحين دون أن تعرف التوجيه العلمي لما قاله!!
تهذي بذلك تقليدا ولا تعي التفاصيل العلمية حول ما تنقل عن آخرين، أو تعيها وتهملها. وكلاهما قبيح.. إذ الأول تعالم والثاني غش وخيانة!!

ويبطل تشغيبها أن تعلم وغيرها أن مراحل التدوين بدأت بالفعل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي القرن الأول من الهجرة، وأن نقل السنة تم بتدقيق وتنقيح وتحقيق لا مثيل له عند البشرية جمعاء، وأن مقولة ابن القطان أتت في سياق تأكيد مسلم في مقدمته على أنه لا اعتبار بزهد وعبادة الراوي وصلاحه في نفسه ما لم يكن حافظا متقنا ضابطا، فالتوثيق عند أهل الحديث ينتظم في: (صلاح واستقامة مع حفظ وضبط).
ومن يقرأ هذيانها يظنه اجتهادا منها واستقراء لكتب المحدثين أوصلها لهذه النتيجة!!

والحق الذي لا مرية فيه أن ما شغبت به حصة حول السنة النبوية لا يزيد عن كونه تكرارا لصنيع المستشرق جولد تسهير ومن سار على سنته من تلامذته من أبناء جلدتنا كأبي ريه والمعاصر الهالك (أحمد صبحي منصور)، وما صنعت شيئا، ولا أعملت عقلا ولا بقلا غير أنها قامت بتغيير الشكل والقالب! مع تقارب كبير بين طريقة طرحها للشبهة وطريقة أحمد صبحي منصور في مقال له بعنوان: (إنكار السنة في مقدمة صحيح مسلم)!!

ثم بكل جرأة تزعم أنه عقلها المستقل الذي لا يقبل التبعية للسلف الصالح.

وما هو بعقلها والله ولا هو تفكيرها.. ولا أخرجته من كيسها.

وعقلها ليس مستقلا بل هو في تبعية عمياء للآخر الكاره لدين الله!!

كرهت سبيل المؤمنين وراحت تسير وراء الآخر (كافر أو منافق) حذو القذة بالقذة.


ازدراء فقهاء المسلمين:
وهذا مسلك عام عند المعرضين عن الشريعة المعارضين لها يصورون الأمر وكأن الفقهاء مصدر كل (خطأ) في الشريعة، وكأن الشريعة أتت من عند الفقهاء، وكأنهم -رضي الله عنهم- هم الذين أوجدوا الأحكام المتعلقة بالمرأة (الحجاب.. التعدد.. المحرم.. القوامة.. القرار في البيت..الخ).

فالهجوم على الفقهاء وإسناد الأمر إليهم مسلك عام عند المعارضين للدين المعرضين عنه وتسلكه حصة آل الشيخ وأخواتها. وهم مخطئون وعليهم أن يرجعوا، فالفقهاء لا يتكلمون بغير دليل.

ويوازي هذا المسلك (التعدي على فقهاء المسلمين) الاستدلال بالتأريخ الإسلامي، وإضافة الأحكام الشرعية له وللعادة، يقولون الحجاب عادة تاريخية، وبعضهم يقول عادة تسللت من الحضارات الأخرى، وبعضهم يقول ثقافة مغايرة، تتعدد عباراتهم وكلهم يسندها للزمن (التأريخ) يريدون التنصل منها كشرع وتكليف، ويريدون صد الناس عنها، والحقيقة أنها شريعة رب العالمين.

مساندة أخواتها : يقول الله تعالى { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [التوبة:67]. وهذا واضح جداً في مواقف الدكتور حصة آل الشيخ، فقد عاضدت نادين البدير في مقالها الذي دعت فيه لإباحة التعدد للنساء أسوة بالرجال. وأثنت على العلاقات المحرمة التي تظل مشاعر الطرفين فيها متوقدة.. وتضرب لذلك مثالا بـعلاقة (سيمون بسارتر)، وتحضر حصة في مقال لها كصاحب قضية! تبرر لأختها نادين وتدافع عنها.
وفي ثنايا كتاباتها ثناء على أخواتها من المعرضين المعترضين (بنت الحشر مثال آخر).


تشخيص:
أجد لدى حصة إشكالين وأضع يدي على شيئين:
1) أنها حالة من التمرد والاعتراض على شريعة الله. وذلك حال كل من طلب غير الله يقول تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية:23].

2) وأنها حالة من السير خلف الكارهين لما أنزل الله (كفار ومنافقين) في التطاول على حمى الدين.

لماذا لم أتجه للنقد العلمي للشبهات التي ترددها حصة الشيخ وأخواتها؟؟
لأن حصة لم تأت بجديد مجرد إعادة وتكرار لشبهات مضت في كتب الآخر (كافر ومنافق) وقد تم الرد عليها مراراً من قبل أهل العلم وطلابه، وبينوا ثبوت التعدد في الكتاب والسنة وبينوا مراد الشرع بنقصان العقل والدين عند النساء وتناولوا أقوال المخالفين بالنقد والتفنيد، وأقوال العلماء في فرضية الحجاب معلومة مشهورة. فهي وأخواتها ومن سار على دربهم تجاهلوا ردود العلماء وراحوا يرددون ذات الشبهات التي تم الرد عليها. وهذه أمارة على أن العلة ليست في عدم وجود رد، وإنما فساد في الشخصية، فكان لزاماً أن نلقي الضوء على هذه الشخصية ونبين كيف أنها معرضة معترضة على الشريعة ابتداء، ثم تأتي بشبهات الآخرين كوسيلة من وسائل الاعتراض والصد عن سبيل الله، وكمبرر للإعراض، وهذا هو محور المقال.

وعلى من يعترض أن يأتيني بقضية واحدة تتحدث بها حصة وأخواتها خرجت من عندهم ابتداءً، وعلى من يعترض أن يأتيني بقضية واحدة أثارها هؤلاء ولم يتم الرد عليها من قبل، وعلى من يعترض أن يأتي بنقاشٍ علمي أو عقلي مقبول لهؤلاء لردود أهل السنة والجماعة عليهم.

شذى صالح
يوم السبت الموافق: 28/7/1431هـ
 

المصدر: موقع لجينيات

شذى صالح

كاتبة وباحثة شرعية

  • 3
  • 0
  • 17,338
  • mikeban54

      منذ
    والله العظيم من اجمل المقالات ، جزاك الله خيرا والى الامام، في هذا الزمان الذي تكالبت فيه الكلاب و الجرادين على الاسلام.
  • أبو عبد الرحمن

      منذ
    جزى الله الأخت شذى على هذا الطرح الجميل وجعلها الله ذخرا للإسلام والمسلمين.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً