مع القرآن - "وَقَالَ الْمَلِكُ"
لما أراد الله تعالى أن يخرج يوسف من السجن، أرى الله الملك هذه الرؤيا العجيبة، الذي تأويلها يتناول جميع الأمة، ليكون تأويلها على يد يوسف، فيظهر من فضله، ويبين من علمه ما يكون له رفعة في الدارين
لله وحده الأمر والحكمة والكُل طوع أمره ومشيئته.
لما استكمل يوسف عليه السلام وقت الاختبار ومكث في السجن ما شاء الله له كان الأمر الإلهي بتحريك رؤيا بسيطة لملك الأرض يتزعزع معها فؤاده وتتحرك جوارحه ولا يعلم لها أحد من أهل مملكته تأويلاً.
لتكون تلك الرؤيا سبباً مباشراً لخروج يوسف عليه السلام ولتنتشر مكانته العلمية وحكمته بين الخلق وليتبوأ المكانة التي يستحقها:
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43 - 49] .
قال السعدي في تفسيره : لما أراد الله تعالى أن يخرج يوسف من السجن، أرى الله الملك هذه الرؤيا العجيبة، الذي تأويلها يتناول جميع الأمة، ليكون تأويلها على يد يوسف، فيظهر من فضله، ويبين من علمه ما يكون له رفعة في الدارين، ومن التقادير المناسبة أن الملك الذي ترجع إليه أمور الرعية هو الذي رآها، لارتباط مصالحها به.
وذلك أنه رأى رؤيا هالته، فجمع لها علماء قومه وذوي الرأي منهم وقال: {إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ} أي: سبع من البقرات {عِجَافٌ} وهذا من العجب، أن السبع العجاف الهزيلات اللاتي سقطت قوتهن، يأكلن السبع السمان التي كنَّ نهاية في القوة.
{وَ} رأيت {سَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ} } يأكلهن سبع سنبلات { {يَابِسَاتٍ} } { {يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ} } لأن تعبير الجميع واحد، وتأويله شيءٌ واحد. { {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} } فتحيروا، ولم يعرفوا لها وجهًا.
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: