خطأ: الداعية المعصوم
بعض الشباب النرجسي وقع في حيص بيص لما اقترب من شيخه فوجده يمارس حياته بشكلٍ طبيعي بعدما كان التلميذ يظن أنه لو اقترب لوجد كتاباً مفتوحاً لا يغلق ومفتياً لا ينشغل عن مستفتيه ولو لحظة وعالماً لا يخطيء أبداً.
تربينا بالخطأ على صورة الشيخ والداعية المعصوم أو الداعية النجم السينمائي، وأرجو أن نخرج من الشرنقة فكلنا بشر، الداعية يمارس حياته وله أخطاء وله عيوب كما له مميزات، وقد يقع في الفتوى الخطأ وقد ينسى، فلماذا أتعصب له أو أتعجب لو رأيته يمارس حياته بشكلٍ طبيعي؟؟؟
بعض الشباب النرجسي وقع في حيص بيص لما اقترب من شيخه فوجده يمارس حياته بشكلٍ طبيعي بعدما كان التلميذ يظن أنه لو اقترب لوجد كتاباً مفتوحاً لا يغلق ومفتياً لا ينشغل عن مستفتيه ولو لحظة وعالماً لا يخطيء أبداً.
هنا مكمن الخطأ وهنا مبدأ الغلو الذي حذر النبي صلى الله عليه و سلم بعض المتعصبين له شخصياً لما افتتنوا حين وجدوا الرسول صلى الله عليه و سلم يمارس حياته الطبيعية .
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني» (البخاري: 4776)
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: