مقتل سيد بلال عظيم عند الله

منذ 2011-01-11

فوجئت صباح الجمعة 7 يناير بخبر مقتل شاب مسلم من الإسكندرية اسمه سيد بلال تحت التعذيب واتهم أهله أجهزة الأمن بقتله وشعرت كأن مقتله صنعه الظالم كهدية عيد الميلاد للنصارى!! فانعقد لساني وتوجع قلبي فقد كنت أشعر أن حادثة الإسكندرية سوف تجر مصائب على



فوجئت صباح الجمعة 7 يناير بخبر مقتل شاب مسلم من الإسكندرية اسمه سيد بلال تحت التعذيب واتهم أهله أجهزة الأمن بقتله وشعرت كأن مقتله صنعه الظالم كهدية عيد الميلاد للنصارى!! فانعقد لساني وتوجع قلبي فقد كان قلبي يشعر وعقلي يحدثني أن حادثة الإسكندرية سوف تجر مصائب على المسلمين وكتبت ذلك في مقالي (من المتهم في حادثة التفجير الإسكندرية؟) فخلال الثلاثين عام الماضية كان المسلم هو القربان الذي يُقدم ضحية َمرة للأمريكان وَمرة للصهاينة، وَمرة للتغطية على فشل وَمرة لاستمرار الاستبداد والتزوير...
دائما كان المسلم هو القربان باعتقال ومحاكمات عسكرية والسجن سنوات طوال بدون أي حكم قضائي...


لقد شهدت مصر موجة هادرة من التباكي من فئات قالوا أنهم مثقفين وسياسيين وإعلاميين يبكون على فقدان العدل والحرية وأخذوا يجيشون الجيوش ضد الثوابت الإسلامية والشباب الملتزم، وتجدهم يصرخون بحقوق الإنسان ولا تجد لهم أي كلمة عندما يتعلق الظلم بمسلم إذا انتهكت حقوقه علناً جهاراً نهاراً وإني أتساءل أين هم الآن؟؟ لا تسمع لهم همساً وأقول لهم هل اطمأنت أنفسكم بعد أن تم قتل شاب مسلم قربان للظلم والفساد والاستبداد؟!!
وهل تعتقدون أن دم المسلم لا قيمة له؟! لا والله إنه عظيم عند الله...


بلا شك أن المجرم القاتل هادئ غير قلق فهو يعتقد أنه في مأمن من عقاب الدنيا لأن الدولة تحميه وهو ينفذ أوامر الدولة وربما تضيع القضية وتفرض الدولة بطغيانها ما تريد...
ولكن عند الله جريمة قتل المسلم كبيرة وعظيمة وعقابها كبير وفظيع...
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [النساء:93].


هل تأمل وتذكّر القاتل هذه العقوبات التي ذكرها الله جل جلاله (خلود في جهنم - وغضب الجبار عليه - ولعنه له - والعذاب العظيم) إن هذه العقوبات لا تكاد تجدها مجتمعة في ذنب واحد فكيف وقد توعد الله تعالى من قتل مؤمنا متعمداً بها.

لذا ذهب ابن عباس إلى أن القاتل عمدا لا توبة له فعن سالم بن أبي الجعد قال: سئل ابن عباس عن قاتل مؤمن متعمدا؟ قال: { فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ} الآية قيل له: أرأيت له إن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى؟ قال ابن عباس: أنى له الهدى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثكلته أمه قاتل مؤمن متعمدا يجيء يوم القيامة حاملا رأسه بإحدى يديه يلزم صاحبه باليد الأخرى تشخب أوداجه في قبل عرش الرحمن عز وجل يقول سل هذا فيم قتلني ».


نعم سوف يأتي سيد بلال يوم القيامة أمام الله ومعه قاتله سواء ضابط أو عسكري ويقول لله ملك السموات والأرض الحكم العدل المنتقم الجبار:
يا رب يا رب سل هذا فيم قتلني؟
بماذا سيجيب القاتل؟ هل يقول قتلته من أجل أن يرضى المتطرفون في الكنيسة أو الفاتيكان؟!
أو من أجل الضغوط الأمريكية؟! أو من أجل المواءمة السياسية؟!!
أو تغطية لفشلي في القبض على مرتكبي حادثة الإسكندرية؟! أم الأوامر من السادة الكبار؟!
لن ينطق القاتل فلا حجة له...

وسوف يتلفت القاتل حوله للبحث عن سادته وكبراؤه الذين نفذ أوامرهم...
فلن يجد له نصير وأعتقد أنه سيقول: { رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا }
ولكن الله لن يقبل منه أي تبرير إلا إن كان تاب توبة نصوح في حياته وقام أهل القتيل باستيفاء حقهم منه.
ًإن قتل المؤمن المسلم عمداً جريمة كبيرة دونها زوال الدنيا كلها عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال: « لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم» (رواه النسائي 3987).


ويبقى أنني مع تعقب المجرم في أي جريمة ولكن بالدليل وليس بمجرد الظن أو لتغطية فشل كما حدث مع سيد بلال فقد قتل لمحاولة البحث عن أي شبهة فقتلوه وهذا قتل لكل قيم العدالة والخير.
خلاف ذلك اعتقال المئات من الشباب بدون دليل ولا قرار قضائي مما يعني انتهاك فاضح لكل قواعد حقوق الإنسان.


لقد انتشر الفساد والظلم في مصر وذلك كله مرتبط بالاستبداد وضياع منظومة العدل على الجميع وللجميع.
وأخيراً سؤال وفتوى لشيخ الأزهر والمفتى: ما حكم قاتل سيد بلال؟ وما رأيكم في قتل مسلم بهذه الطريقة؟ وهل يجوز قتل مسلم لمجرد الشبهة الظنية؟ أتمنى أن أسمع لكم صوت وإجابة فقد مات سيد بلال مقتولاً شهيداً -نحسبه كذلك- وترك طفل صغير عمره سنتان لا يعرف من الدنيا غير كلمة بابا ولقد ذهب عن الطفل بابا سيد وصعدت روحه للرحمن الرحيم ولن يجد الطفل بابا لينطق له بتلك الحروف ولكنه سيجد الله هو خير الحافظين...
وهو الحي القيوم الذي لا يغفل ولا ينام يمهل ولا يهمل وهو حسبنا ونعم الوكيل..


ممدوح إسماعيل - محام وكاتب
عضو مجلس النقابة العامة للمحامين
[email protected]

 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 8
  • 0
  • 28,103
  • nada

      منذ
    الا لعنة الله على اليهودوالنصارى ومن هاودهم وناصرهم حسبنا الله ونعم الوكيل
  • eng_khaledzidan

      منذ
    سبحان الله والله الأخ سيد يغبط على تلك الدعوات التى تسيل بها الأفواه وتخشع لها القلوب من كل من يسمع به فهى المنحة فة المحنة وأسال الله أن يتقبل دعائنا له بظهر الغيب وأن يربط على قلوب اهله وزوجته.
  • nada

      منذ
    حسبي الله و نعم الوكيل
  • nada

      منذ
    بارك لله فيك

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً