أقباط المهجر... الضرب بيد من حديد أو فتنة عارمة

منذ 2011-01-20

إنَّ الدولة مُطالَبة من الآن أن تتصرَّف بِحدَّة وحَزْم مع أقباط المهجر، وأن تضرب بيدٍ من حديد، وإلاَّ فإنَّ النظام الحاكم سيكون أوَّل الخاسرين...


في مطلع العام الميلاديِّ الجديد فُوجِئْنا جميعًا بتفجيرٍ إرهابي عنيف، هزَّ مدينة الإسكندرية المصريَّة، وكان الانفجار أمام كنيسة القدِّيسين، موقعًا عددًا من القتلى والجرحى الأقباط، ولأنَّ هذا الفعل مستَهْجَن من التيَّارات الإسلاميَّة الْمُعتدلة التي ترفض العنف كافَّة؛ فقد سارع الإسلاميُّون باستنكار الحدَث، مؤكِّدين التزامَهم بالنَّهج السِّلمي، ليس عن خوف، ولا عن جُبْن، ولكن عن قَناعة بذلك.


وفي ذات الوقت الذي استنكَرْنا فيه جريمة الإسكندريَّة، فإننا ما زِلْنا نذكر أخَواتِنا الأسيرات في الكنيسة المصريَّة، ونؤكِّد أنَّهم لن يغيبوا عنَّا، ولن ننساهم مَهْما كانت الظُّروف، فهُم جزء من أُمَّتِنا غالٍ علينا، لا نُفرِّط فيه ولا نتخلَّى عنه، وما زلنا نُطالب بالإفراج عنهم كَخُطوة أولى على طريقِ حلِّ الأزمات الْمُتراكمة بين المسلمين والأقباط.


• في مسيرةٍ نظَّمها أقباطُ الْمَهجر يوم الأحد 9/1/2011 بالولايات المتَّحِدة الأمريكيَّة، أعلن أقباطُ المهجر عن نِيَّتِهم إعلان دولة قبطيَّة في مصر، بالتَّزامُن مع إعلان انفصال جنوب السُّودان!


إنَّه ذات الأمر الذي حذَّرْنا منه سابقًا، وحذَّر منه من قَبْل رجال وعلماء، وما الشيخ "عبدُالحميد كشك" عنَّا ببعيد، وما الشيخ "محمد الغزالي" عنَّا ببعيد، إنَّه ذات الأمر الذي تَسْعى إليه جَماعة الأُمَّة القبطيَّة، إنَّها الفتنة العمياء التي ستأكل الأخضر واليابس، إنَّه الطُّوفان القادم الذي سيأخذ في طريقه كلَّ شيء، ولن يَبْقى على الأرض شيءٌ إلاَّ أهلكه.


إن هذا ليس بغريب، ولَم نُفاجَأ بِهذه السرعة التي أعلنوا فيها عن هذه الدَّولة الوهْميَّة، ولَم نفاجأ بِهذا الغباء الواضح للعيان؛ لأنَّنا نعرف حقيقةَ القوم، ونعرف طبيعتهم السَّوداء، ونعرف كيف يفكِّرون، وماذا يريدون، وهذا جعَلَنا نتوقَّع منهم أيَّ شيء وكلَّ شيء، وفي أيِّ وقت وفي أي مكان، ودون أيَّة مبرِّرات أو أسباب، ولو كانت وهميَّة!


إن هذه الخطوة الرَّامية إلى تفتيت هذا البلد الذي بَقِيَ موحِّدًا آلافَ الأعوام لَهِي نتيجة حتميَّة لِما أظهرَتْه الدولة من تراخٍ في التعامل مع الأقباط، هذه الخطوة هي نتيجةٌ طبيعية لِمُشاركة الدولة في تسليم الأَخَوات الْمُسلِمات إلى الكنيسة، وقيام الدَّولة بإسكات كلِّ صوت يقف في وَجْه حَملات التنصير التي تَسْتهدف الشعب الْمِصري، ونتيجةٌ لقيام الدَّولة بالتراخي مع مُجْرمي العمرانيَّة الذين تعدَّوْا على رجال الأمن وأحدثوا التَّلفيات الكبيرةَ بِمُمتلكات الدَّولة، ونتيجةٌ لتهاون الدولة في السَّماح للنَّصارى ببناء الكنائس الضَّخمة التي لا يُمْكِن بِحالٍ أن تكون دارًا للعبادة، ونتيجةٌ لتراخى الدَّولة وتساهُلِها، وتسابُقِ مسؤوليها في تنفيذ كلِّ ما يُطالب به "نظير جيد"؛ استرضاءً له، ونتيجةٌ لتهاون الدولة بشأن أحكام القضاء، وعدمِ إجبارها "نظير جيد" على تنفيذ أحكام القضاء، إلى الحدِّ الذي جرَّأ "بيشوي" على التصريح بإمكانيَّة استعمال العنف ضدَّ الدولة إذا ما أقدمَتْ على تنفيذ حُكْم القضاء الإداري.


هذه الخطوة نتيجةٌ للموقف السلبِيِّ جدًّا من الدَّولة تُجاه الأخبار الْمُتواترة عن وجود أسلحة داخلَ الكنائس، وكذلك السَّفينة التي تَمَّ ضَبْطُها وهي قادمة من الكيان الصِّهيونِيِّ وهي تَحْمل أسلحةً وعلى مَتْنِها أحَدُ أبناء الكهَنة، ونتيجة لقيام الدَّولة باعتقال الإخْوَة النَّاشطين في مقاومة التَّنصير، في حين لَم تَقُم باعتقال واحدٍ فقط من الذين يقومون بسبِّ الإسلام والرسول الكريم على مرأًى ومسمَعٍ من العالَمِ كلِّه، وكذلك نتيجة السَّماح للأقباط بإنشاء قنوات مسيحيَّة على القمر الصناعي "النايل سات"، في حين قامت بإغلاق القنوات الإسلاميَّة الَّتِي كانت تعمل تَحت رقابة الأمن!


إنَّ كلَّ هذا التهاون والتَّراخي من قِبَل الدولة أدَّى إلى ما حدث بالأمس من قِبَل الْمُتطرِّفين أقباط الْمَهجر، فلولا أنَّهم يعرفون أنَّهم في منأًى من أيِّ عقاب، ولولا شعورُهم بِعَجْز الدَّولة عن القيام بأيِّ تصرُّف ضدَّهم، لَما أقدموا على هذا العمل، إنَّهم يرون أنَّهم في حِمَى الولايات المتَّحِدة الأمريكيَّة، وفي حِمى "نظير جيد"؛ لِهذا فهم يرون أنفسهم آمنين، فإذا ما حاولَت الحكومة المصريَّة أن تتَّخِذ أيَّ تصرُّف ضدَّهم فسوف تقوم الولايات الْمُتَّحدة بِحِمايتهم، وسوف يقوم "نظير جيد" بالاعتكاف في وادي النطرون، فتتراجع الحكومة المصريَّة إلى الوراء.


إن هذه الخطوة من شأنها أن تُشْعِل الفِتَن في البلاد من شَمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربِها، هذه الفتنة ستكون فتنةَ العوامِّ، والعوامُّ إذا تَحرَّكوا فلن يوقفهم شيء، لا شرطة ولا جيش.


إنَّ الدولة مُطالَبة من الآن أن تتصرَّف بِحدَّة وحَزْم مع أقباط المهجر، وأن تضرب بيدٍ من حديد، وإلاَّ فإنَّ النظام الحاكم سيكون أوَّل الخاسرين؛ فهؤلاء الأقباط لَم يُرْضِهم كلُّ ما قدَّمتْه الدولة لَهم على حساب الأكثريَّة المسلمة السَّاحقة؛ لَم يُرْضِهم تنازلُ الدَّولة عن فرْضِ سيطرتِها ومسؤوليتها على كلِّ شِبْر في البلد، ولَم يرضها تنازلُ الدولة وتَهاونها في تنفيذ أحكام القضاء، وهذا يؤكِّد للدَّولة أوَّلاً أنَّ هذه الفئة ليس لَها سقفُ مطالِبَ، ومهما قدَّمَت الدولة لهم فالدولة في نظرهم لَم تقدِّم شيئًا، ويجب على المسؤولين أن يفهموا هذا؛ حتَّى يُجنِّبوا البلد فتنةً نحن في غنًى عنها.

المصدر: مجدي داود
  • 1
  • 0
  • 12,501

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً