ثورة تونس.. وهوية مصر

منذ 2011-01-23

كتبت ـ هنا منذ أيام ـ عن انتصار "تونس" لهويتها.. والكلام في حقيقته كان لـ"الجارة" مصر.. التي يلعب ساستها بحماقة شديدة في هذا المربع الخطر...


كتبت ـ هنا منذ أيام ـ عن انتصار "تونس" لهويتها.. والكلام في حقيقته كان لـ"الجارة" مصر.. التي يلعب ساستها بحماقة شديدة في هذا المربع الخطر.
وإذا كانت تونس قد استفزها "التطرف العلماني" فثارت دفاعا عن "هويتها".. فإن مصر "العامة" مستفزة من تواطؤ مصر "الرسمية" مع التطرف العلماني والتطرف الكنسي على هويتها الوطنية.


في أكتوبر عام 2004، جرؤ "مؤلف قصص" يحظى بـ"تدليع" الدولة له.. على وصف الفاتح العربي عمرو بن العاص بـ"الحقير".. وسكتت عليه مصر الرسمية ودافع عنه المتطرفون العلمانيون واعتبروا "قلة أدبه" غير المسبوقة "حرية رأي"! بعدها بات ضيفا شبه مقيم على موائد البابا شنودة بمناسبة وبغير مناسبة!


بعد ثورة تونس بأيام.. قال منظر "التوريث" إن مصر "محصنة" ضد أية ثورات مشابهة.. لأنها "ليس بها تطرف علماني".. وقبل تصريحاته تلك ـ بأيام ـ قال ذات المنظر الكبير في إحدى الفضائيات إن المادة الثانية من الدستور "تستحق الإبادة".. قالها نصا وحرفا!


هوية تونس.. كانت مهددة من "العلمنة" فقط.. ومع ذلك خلعوا "طاغية قرطاج" وطردوه مهانا ذليلا يبحث عن مأوى فلا يجده حتى لدى من تكفلوا بحمايته ما يقرب من ثلاثة عقود.. وهوية مصر مهددة بـ"علمنة" مسلحة بـ"قلة أدب" سافر وفج بلغت حد الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين واغداق الهدايا والعطايا والجوائز لكتاب العادة السرية والجنس وعلى مرتزقة بات العمل على إلغاء إسلامية مصر وعروبتها هو "خبزهم اليومي".. ومهددة أيضا من "النصرنة" التي يسهر عليها كهنة التطرف داخل الكنيسة وبأجندة تستهدف زرع الكنائس في شوارعها وميادينها العامة.. وحتى داخل الأذقة والحارات لتغيير الهوية المعمارية وترك انطباع لدى الزائرين بأنها ليست مسلمة وإنما "دولة مسيحية"!


العقلاء داخل الدولة سكتوا.. والمعتدلون داخل الكنيسة هزموا.. ولم يبق إلا "الحماقة" على الجانب الرسمي و"التطرف" على الجانبين العلماني والكنسي.. وسط رأي عام مسلم مستفز ومستنفر.. يعصره الجوع ويقتله الفساد والمرض وتهان كرامته ويعتدى المتطرفون العلمانيون والكنسيون على هويته بصلافة لم يعرفها من قبل.


مصر تختلف عن تونس صحيح .. ولكن في شيء واحد، هو أن نتائج الغضب المُنفلت والخارج عن السيطرة ستكون عواقبه مروعة، ليس بوسع أي محلل سياسي مهما أوتي من قدرة على التنبؤ واستشراف المستقبل أن يضعنا أمام صورة "متوقعة" لنتائج الزلزال.. ولذا فإن الفرصة لم تفت بعد، وعلى "العقلاء" و"الوطنيين" أن يفهموا جيدا مغزى ودلالة "الرسالة التونسية".. وأهمها أن هوية البلد خطر أحمر، وأن الحريق ربما يشعله "المتطرفون" الذين يفيضون بالنزين قرب هذا الملف.. وهم معروفون بالإسم وبالصنف أيضا.


[email protected]


23-01-2011 م
 
المصدر: محمود سلطان - موقع المسلم
  • 0
  • 0
  • 7,683

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً