خواطر محمد درويش - الموقف الأعجب لشعب مصر

منذ 2017-03-04

رحم الله شعباً بهذه العاطفة، وهدى الله أحفادهم وهدانا إلى سواء السبيل

العجيب في قصة بيع الإمام العز بن عبد السلام لأمراء المماليك أن سلطان الصالح أيوب وملكه زال في لحظاتٍ عندما عزل الشيخ نفسه رافضاً أن يكون قاضياً صوريًا، وخرج من مصر كلها مفارقاً غاضبًا، والأعجب: أن أهل مصر كلهم خرجوا خلفه.

أي لم يعد للصالح أيوب ملكاً ولا سلطانًا حقيقياً على دولة بلا شعب.

تأمل هذا الجزء من المشهد لما أصر الشيخ على بيع الأمراء المماليك: فرفضوا ورفعوا الأمر إلى السلطان الصالح أيوب، فراجع الشيخ في قراره فأبى، وتَلفظ السلطان بكلمة ندَّت منه أغضبت الشيخ، وفهم منها أن هذا الأمر لا يعنيه ولا يتعلق بسلطته، فانسحب الشيخ وعزل نفسه عن القضاء، فما قيمة أحكامه إذا لم تُنفذ، وردها صاحب الجاه والسلطان.

وما أن انتشر خبر ما حدث، حتى خرجت الأمة وراء الشيخ العِز الذي غادر القاهرة وأدرك السلطان خطورة فعلته، فركب في طلب الشيخ واسترضاه وطيَّب خاطره واستمال قلبه، وطلب منه الرجوع معه، فوافق العز على أن يتم بيع الأمراء بالمناداة عليهم.

رحم الله شعباً بهذه العاطفة، وهدى الله أحفادهم وهدانا إلى سواء السبيل.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 1,415
المقال السابق
فرصة
المقال التالي
أطوار

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً