تبرئة مَنْ لِمن؟، وثورة مَنْ ضِد مَنْ؟!
عبد العزيز مصطفى كامل
ما جرى ويجري للشعوب في ظل سيادة مفاهيم العلمانية اللادينية واللأخلاقية؛ سيظل عقوبةً إلهية، مادامت هذه الشعوب لا تزال في شكٍ وجدالٍ حول صفة من يحكمها ولماذا يحكمها وبماذا يحكمها!.
- التصنيفات: السياسة الشرعية - الواقع المعاصر -
كأن ثورة يناير قامت أصلًا بسبب قتل مبارك للمتظاهرين (الذين قاموا بها)!، وكأن براءته - التي كانت متوقعة- ستعني خلو ساحته وساحة غيره من كل جُرمٍ غيرها!!، وكأن عدم قدرة النظام - بعد كل هذه السنوات - على كشف حقيقة القتلة؛ وتسجيل حادثة أو كارثة القتل ضد (مجهول) سيعني أن القاتل عندهم مجهول!!..
كأن تبرئة الطاغية وكل من كانوا حوله تعني أن النظام الفاسد كان صالحًا، وأن الشعب كان هو الفاسد، ولذلك استحق أن يعاقَب هو بالسجن لقيامه بثورةٍ " ظالمة " ضد "العدالة" التي كانت قائمة!!..
وكأن الثورة المصرية إذن - وقبلها التونسية.. وبعدها الليبية واليمنية والسورية - كانت كلها ثورات شعوب ظالمة ضد حكامٍ كانوا مظلومين مهضومين، لذلك أصبح من الحق القيام لأجلهم بثوراتٍ مضادة ضد الشعوب من باب رد الاعتبار والثأر من الثوار ..
ما جرى ويجري للشعوب في ظل سيادة مفاهيم العلمانية اللادينية واللأخلاقية؛ سيظل عقوبةً إلهية، مادامت هذه الشعوب لا تزال في شكٍ وجدالٍ حول صفة من يحكمها ولماذا يحكمها وبماذا يحكمها!.
فطالما هي لا تدرك أن العزة والعدالة لن تكون إلا في ظل الشريعة الإلهية، فلابد أن تظل ترى الذل والظلم في غيابها أوتغييبها، لأنه لابد من تصديق الأحكام والآيات القدرية للآيات والأحكام الشرعية..
ستظل العدالة غائبةً بغياب الحكم بما أنزل الله، وستظل الشعوب في تيهٍ لن تخرج منه إلا بسيادة الشريعة التي أنزلها الله، ولعل هذا من المعاني العامة لقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53].