تكذيب رسول كفر بالجميع
أبو الهيثم محمد درويش
التعبير القرآني يخبرنا بأن من كذَّب رسوله فقد كذَّب الجميع، ومن عاند رسوله فقد عاند الجميع، فمن عاند وكذب صالحًا فقد عاند وكذَّب كل الرسل ومن عاند وكذَّب محمداً فقد كفر وعاند إبراهيم وموسى وعيسى وسائر المرسلين لأنهم جاؤوا كلهم بدين واحد هو الإسلام وبعقيدة واحدة هي التوحيد.
- التصنيفات: القرآن وعلومه -
يعيد علينا الملك سبحانه ذكر مشهد رسوله صالح وعناد قومه معه، ويبدأ سبحانه بأنهم كذبوا المرسلين.
والسؤال: هل أرسل الله لهم كل رسله، أم أنه أرسل إليهم صالحاً فقط، وهم عاندوا رسولهم فقط.
التعبير القرآني يخبرنا بأن من كذب رسوله فقد كذب الجميع، ومن عاند رسوله فقد عاند الجميع، فمن عاند وكذب صالحا فقد عاند وكذب كل الرسل ومن عاند وكذب محمداً فقد كفر وعاند إبراهيم وموسى وعيسى وسائر المرسلين لأنهم جاؤوا كلهم بدين واحد هو الإسلام وبعقيدة واحدة هي التوحيد.
وبرغم الآيات التي أنزلها الله لصالح على أعين قومه وبرغم الأمن والرغد الذي عاشوا فيه إلا أنهم أصروا على محاربة الكبير سبحانه فحق عليهم رد الكبير: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الحجر : 43 - 44] .
تأمل:
{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الحجر 80 – 84].
قال السعدي في تفسيره:
يخبر تعالى عن أهل الحجر، وهم قوم صالح الذين كانوا يسكنون الحجر المعروف في أرض الحجاز، أنهم كذبوا المرسلين أي: كذبوا صالحا، ومن كذب رسولا فقد كذب سائر الرسل، لاتفاق دعوتهم، وليس تكذيب بعضهم لشخصه بل لما جاء به من الحق الذي اشترك جميع الرسل بالإتيان به، {وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا} الدالة على صحة ما جاءهم به صالح من الحق، التي من جملتها: تلك الناقة التي هي من آيات الله العظيمة.
{فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} كبرًا وتجبرًا على الله، وَكَانُوا من كثرة إنعام الله عليهم {يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ} من المخاوف مطمئنين في ديارهم، فلو شكروا النعمة وصدقوا نبيهم صالحا عليه السلام لأدرَّ الله عليهم الأرزاق، ولأكرمهم بأنواع من الثواب العاجل والآجل، ولكنهم -لما كذبوا وعقروا الناقة، وعتوا عن أمر ربهم وقالوا: يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ.
{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ} فتقطعت قلوبهم في أجوافهم وأصبحوا في دارهم جاثمين هلكى، مع ما يتبع ذلك من الخزي واللعنة المستمرة {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} لأن أمر الله إذا جاء لا يرده كثرة جنود، ولا قوة أنصار ولا غزارة أموال.
#مع_القرآن