تَنَحَّ بأمان، قبل فوات الأوان

منذ 2011-01-30

لذلك ألغى الشعب مطالبه كلها، ولم يعد يطلب منك اليوم سوى الخلود إلى الراحة؛ يريدك أن تستريح منه ويستريح منك، يريدك أن تتنحّى لا غير

إلى الرئيس المصري
 
تَنَحَّ بأمان، قبل فوات الأوان

أ‌.د. أحمد الريسوني

للأسف لا يريد الرئيس أن يفهم إلاّ بعد فوات الأوان...

هل سننتظر منه خطابًا ثانيًا، ثم خطابًا ثالثًا، كما فعل زميله، الذي كان على يمينه فأصبح على شماله، زين العابدين بن علي...؟

يا فخامة الرئيس، ويا رئيس الفخامة:

شعبك الكريم كانت له مطالب كثيرة متراكمة منذ ثلاثين سنة، واستمرّ في مطالبه دون جدوى إلى غاية يوم 25 يناير الجاري...

لما يئس الشعب من تلبيتك لأيٍّ من مطالبه التي وصفْتَها أنت بالمشروعة، اختصر مطالبه كلَّها في مطلب واحد لا غير.

مطلب شعبك اليوم لم يعد يحتاج إلى اجتماعات ولا مداولات، ولا يحتاج إلى جهود ولا حشود، ولا يحتاج إلى ميزانيات ولا مخططات، ولا يحتاج إلى إقالة حكومة ولا تأليف حكومة جديدة.

شعبك يرى بوضوح أنك متعب منهك، وأنك عاجز عن تلبية شيء من مطالبه الثقيلة على نفسك وعقليتك.

لذلك ألغى الشعب مطالبه كلها، ولم يعد يطلب منك اليوم سوى الخلود إلى الراحة؛ يريدك أن تستريح منه ويستريح منك، يريدك أن تتنحّى لا غير.

منذ سنوات وأنت تسمع الناس يهتفون قائلين لك ولحزبك ولسياساتك: (كفاية، كفاية...).

واليوم خرج الشعب عن بكرة أبيه ليقول لك شخصيًا: كفاية منك أنت، ارحلْ عنّا، تَنَحّ عنا وعن مستقبلنا.

أنت تعلم - مثل غيرك وأكثر من غيرك - كيف وصلْت إلى الرئاسة، وكيف تستمرّ فيها.

فلا أحد يمكن أن يصدّق أن حسني مبارك رئيس منتخب من الشعب، لا في المرة الأولى، ولا في المرة الأخيرة، ولا فيما بينهما، وإنما هو التسلّط واختطاف الحكم.

ومع ذلك تصر على الرئاسة والتسلّط  مدى الحياة، ليس لك وحدك، بل لك ولولدك.

يا للهول في جمهورية أبي الهول...!!

يا فخامة الرئيس، ويا رئيس الفخامة:

(الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا)

المطلب الآن أصبح خفيفًا جدًا: شخص واحد يتنحّى، ويترك الشعب المصري يقرّر مصيره بنفسه.

 النداء الأخير: تنحَّ بأمان، قبل فوات الأوان.

 

محبُّ مصر والمصريين
 

المصدر: الإسلام اليوم
  • 0
  • 1
  • 7,592
  • على احمد

      منذ
    الى الظالمون انه لكل ظالم نهايه وسوء خاتمه

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً