اصدع بالدعوة ولا تلتفت
أبو الهيثم محمد درويش
اصدع بأمر الله وبلغ رسالة الملك سبحانه ولا تلتفت للمعارضين المعاندين، فالله مطلع على أفعالهم عالم بخصالهم وخلالهم وسيكفيك أنت وأتبعاك شأنهم، وإن ضاقت الصدور بأفعالهم وأقوالهم فعليك أنت والمؤمنين من بعدك بذكر الله والتسبيح بحمده والإكثار من السجود له ففي ذلك شاغل لك وللأمة عن أفعال وأقوال كل عدو أو معاند مستكبر لرسالة الحق.
- التصنيفات: ترجمة معاني القرآن الكريم -
أمر من الله تعالى إلى إمام الأمة ومن خلفه سائر المتبعين:
اصدع بأمر الله وبلغ رسالة الملك سبحانه ولا تلتفت للمعارضين المعاندين، فالله مطلع على أفعالهم عالم بخصالهم وخلالهم وسيكفيك أنت وأتبعاك شأنهم، وإن ضاقت الصدور بأفعالهم وأقوالهم فعليك أنت والمؤمنين من بعدك بذكر الله والتسبيح بحمده والإكثار من السجود له ففي ذلك شاغل لك وللأمة عن أفعال وأقوال كل عدو أو معاند مستكبر لرسالة الحق.
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} [الحجر: 94-98].
قال السعدي في تفسيره: أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن لا يبالي بالمشركين ولا بغيرهم وأن يصدع بما أمر الله ويعلن بذلك لكل أحد ولا يعوقنه عن أمره عائق ولا تصده أقوال المتهوكين، {وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} أي: لا تبال بهم واترك مشاتمتهم ومسابتهم مقبلًا على شأنك، {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} بك وبما جئت به وهذا وعد من الله لرسوله، أن لا يضره المستهزئون، وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة.
وقد فعل تعالى فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة.
ثم ذكر وصفهم وأنهم كما يؤذونك يا رسول الله، فإنهم أيضا يؤذون الله ويجعلون معه {إِلهًا آخَرَ} وهو ربهم وخالقهم ومدبرهم {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} غب أفعالهم إذا وردوا القيامة، {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ} لك من التكذيب والاستهزاء، فنحن قادرون على استئصالهم بالعذاب، والتعجيل لهم بما يستحقون، ولكن الله يمهلهم ولا يهملهم.
فأنت يا محمد {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} أي: أكثر من ذكر الله وتسبيحه وتحميده والصلاة فإن ذلك يوسع الصدر ويشرحه ويعينك على أمورك.
#مع_القرآن