مع القرآن - تسخير البحار والمحيطات

منذ 2017-03-14

س الماء الذي أُغرق به فرعون هو الماء الذي حمل نوحاً ومن معه.

نفس الماء الذي أُغرق به فرعون هو الماء الذي حمل نوحاً ومن معه.

المحيطات العملاقة والبحار الهائجة سخرها رب العالمين للبشر وذللها لهم بما فيها من مطاعم وجواهر ووسائل للسفر ونقل المتاع ومياه بمعالجتها تصلح للشرب والري، مع كون تلك المحيطات المائية الهائلة في ذاتها قد تكون مادة إغراقٍ وتدمير في ثوانٍ معدودات.

 

{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [ النحل: 14].


قال السعدي في تفسيره : أي: هو وحده لا شريك له {الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ} وهيأه لمنافعكم المتنوعة.

{لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا} وهو السمك والحوت الذي يصطادونه منه، { وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} فتزيدكم جمالًا وحُسنًا إلى حسنكم، {وَتَرَى الْفُلْكَ} أي: السفن والمراكب {مَوَاخِرَ فِيهِ} أي: تمخر في البحر العجاج الهائل بمقدمها حتى تسلك فيه من قطرٍ إلى آخر، تحمل المسافرين وأرزاقهم وأمتعتهم وتجاراتهم التي يطلبون بها الأرزاق وفضل الله عليهم.

 

{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الذي يسر لكم هذه الأشياء وهيأها وتثنون على الله الذي منَّ بها، فلله تعالى الحمد والشكر والثناء، حيث أعطى العباد من مصالحهم ومنافعهم فوق ما يطلبون، وأعلى ما يتمنون، وآتاهم من كل ما سألوه، لا نحصي ثناء عليه بل هو كما أثنى على نفسه.


#مع القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 1,385
المقال السابق
المكذبون بالبعث أغبياء
المقال التالي
تسخير الجبال و الأنهار و السبل

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً