(2) إسقاط الباطل في الفاتحة
ففي الفاتحة عندما تقول {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فاعلم أنك بهذا تُسقط الباطل بأنواعه؛ على مدار الأرض وأرجائها، وعلى مدار التاريخ وأحداثه، وعلى اختلاف الزخارف الخادعة
ففي الفاتحة عندما تقول {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فاعلم أنك بهذا تُسقط الباطل بأنواعه؛ على مدار الأرض وأرجائها، وعلى مدار التاريخ وأحداثه، وعلى اختلاف الزخارف الخادعة:
1) فأنت تُسقط بهذه الكلمة الإلحاد بأنواعه إذ تقر بالله تعالى ومعرفته وما فُطرَت عليه نفسُك، وما جاءتك به الرسل، وما دلت عليه العقول وشهدت عليه جميع الخلائق؛ ففي كل مخلوق أمران عظيمان:
أولهما وأعظمهما: دلالته على خالقه، وثانيه: نفعه إليك.
2) وأنت تُسقط بهذا جميع الوثنيات بأنواعها على مدار التاريخ منذ نوح إلى اليوم إلى يوم القيامة، وما مرت به جميع الأمم الوثنية الى العرب قبل الإسلام، الى عبدة العجل من اليهود، الى عبدة الصلبان والتماثيل من النصارى، إلى ما تراه في شرق آسيا والهند، إلى الوثنية الحديثة في عبادة الآلة والانتاج، أوالمال والدولار.
3) وتُسقط بهذا العلمانية والخروج عن الشرائع وتبديلها؛ فالذي يعلن عبوديته لله تعالى فقد أعلن خضوعه له وانقياده لأمره واستسلامه لحكمه ورفض الخروج عن شريعته ودينه وأمره، فأسقَط كل حكم وأمر وقانون لا يستند في شرعيته وإلزامه وسلطانه الى شريعة رب العالمين، فضلا عن أي حكم قانون وأمر وقانون يخالفها صراحًا، فضلًا عن أن يعاديها ويرد الأمر الى غير الله صراحة جهارًا نهارًا.
4) وأنت تُسقط بهذا الإعلان الإباحية الأخلاقية وما تهينه للإنسان وتفسخ من المجتمعات ويعوجّ بها الطريق؛ لأنك تعلن عبويتك لله وقبول شرعه والتقيد بأمره.
5) وبهذه الجملة تعلن رفض الانحراف الى الشرائع المنسوخة والأديان المحرفة والترّهات الدينية التي ملأت عقائد الأديان المنسوخة، كعقائد اليهود التي تجعل الإله يتصارع مع إنسان ويهزمه الإنسان..! أو تجعل الإنسان يخدع الإله ويحصل على أمر عنوة منه!.
أو كعقائد النصارى التي يقولون في تعبداتهم إننا نبذل لك روحنا لأنك بذلت لنا نفسك خبزًا وخمرًا! فإنهم لما أكلوا من خبزٍ يمثل لحم الإله!، وشربوا خمرًا تمثل دم الإله، جازوه ببذل العبادات له!.
6) وبهذه الجملة تعلن رفض الخزعبلات الوافدة والبدع الطارئة كعبادة الأولياء واعتقاد التأثير الغيبي فيهم.
7) وبهذه الجملة التي قال فيها أهل العلم أن الله تعالى جمع فيها جميع الكتب المنزلة، وعليها مدار الكتب والرسالات، بها تُسقط جميع الانحرافات وتقف على صراط رب العالمين الدال على الله والموصل إليه وإلى مرضاته، ولا نجاة لمخلوق إلا بها.
8) ولما كان الحول والقوة لله وحده، وكانت أعمالنا مخلوقة لله، وكان لا طاقة لمخلوقٍ على هداية إلا بالله، وكانت الحقيقة الكبرى {مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ} [ الأنعام جزء من الآية: 111]؛ كان التضرع والإستعانة قرينةً لإعلان ترك جميع أنواع الشرك؛ فكان قولك {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} مقترنًا وقرينًا ولازمًا لإعلانك {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} .
9) ولما كان الأمر كذلك كان بعده التضرع إلى الله تعالى بأنفع الدعاء وأعظمه وأجمعه.. يُتبع إن شاء الله
- التصنيف: