قبل تقبلك وردة عيد الأم
أبو مالك محمد عيسى
عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ » (رواه البخاري:2697).
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أما بعد
رغم أن عيد الأم لا أصل له في الشرع، وهو مما ابتدعه الغرب ثم انتقل إلى بلد المسلمين لقلة الوازع الديني والفقه الشرعي، ومع ذلك ولو تنزلنا أنه أمر جائز مقبول لأن الأمهات المحتفلات بعيد الأم تنتظره على أحر من الجمر من أجل الهدايا وتنوعها.
فيجب قبل أن تمدي يديك بقبول وردة من الأبن أو البنت وهي أقل ما يقدم لابد ووقفة مع النفس هل تستحقين هذا الاحتفال وهذا التقدير؟!
أذكرك أختي الكريمة بصفات الأم الصالحة التي ذكرها الله عز وجل ومنها قول الله تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[من النساء:34] وصفها الله عز وجل بأشرف الصفات كما فسرها الأمام السعديي رحمه الله تعالى في تفسيره"قَانِتَاتٌ" طائعات لله تعالى و"حافظات للغيب" مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب تحفظظ بعلها بنفسها وماله. انتهى كلامه رحمه الله.
فوصفها الله تعالى بأنها طائعة لله تعالى فستجدها قوامة صوامة كحال أمنا حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما كما روى عن أنس رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد طلّقت حفصة وهي صوّامة قوّامة، وهي زوجتك في الجنة»(أخرجه الحاكم في المستدرك :4/15).
فهل أنت صوامة قوامة ساجده لله تعالى أناء الليل وأطراف النهار بل العجب نجد كثير من الأمهات لم تسجد لله عز وجل سجدة واحدة ونجد تاركة الصلاة وجامعة الصلوات والصائمة عن الأكل والشرب فقط وتتحدث بالنميمة والغيبة والغدر والخيانة.
ومدح الله عز وجل الصالحات فقال تعالى:{وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ}[من الأحزاب:35] وهنا تحدث بلا حرج فنرى ونسمع من تخون زوجها مع الجار ومع الصديق ومع زميل العمل ومن قامت بتقديم أطفالها لعشيقهاا لقتلهم بسبب إزعاجهم للعشيق وقت ممارسة الفجور وإن كانت من العفيفات فنجدها تكتفي بخيانة المكالمات والانترنت وتسير في الطريق كاسية عارية لتتمتع بالمعاكسات وتتقرب إلى الله تعالى بكشف جسدها العاري وتلبس ما يفضح بدل ما يستر فيصبح الجسد متشقق من كثرة نظرة الرجال والشباب لها.
ونجد الأرملة التي تُظهر العفاف ودموع التماسيح على وفاة زوجها وهي تسير مع الرجال في الحرام وتداعب هذا في العمل وتستضيف زميل العمل في المنزل بحجة أنه صديق وزميل.
فهل يستحق هذا الصنف الاحتفال بعيد الأم؟!
أليس من الإنصاف أن يُحتفل بمن مدحهم الله تعالى وقال في محكم اياته:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ}[من الأحزاب:33 ] وهي المرأة العفيفة المحافظة على شرفها وتجلس في بيتها ولو خرجت للعمل تخرج محتشمة تتقي الله عز وجل في نفسها وفي زوجها ولو خرجت للعمل لا تمازح وتداعب زملاء العمل بل تجعل نصب عينيها قول الله تعالى:{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }[من الأحزاب:32] .
من تستحق الاحتفال وتقبل الهدايا من هي على نهج أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها التي قالت: «كنت ادخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي فأضع ثوبي فأقول: إنما هو زوجي وأبي،فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت الا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر»(مسند الأمام أحمد:25132).
هذا من رجل ميت مدفون وليس برجل حي .
أختي الكريمة لا تحزني من نصيحتي القاسية لك بهذا اليوم المنتظر ولكن لابد من وقفة مع النفس لتراجعي حساباتك ونظرتك لنفسك قبل نظرة الغير لكي.
فليس المهم أن تكوني ذات قيمة أمام بناتك من اظهار الأخلاق العالية والاحترام و اظهار غض البصر أمامهم وأمام أزواج بناتك وأنت تعلمين بأنك مخادعة فيفضحك الله تعالى
لا تفرحي بقبول الهدية وأنت لا تستحقينها قال صلى الله عليه وسلم: «المتشبع بما لم يعطى كلابس ثوبي زور» (رواه البخاري:5219).
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.