إياك و ترك راية الإسلام 25
مدحت القصراوي
الضابط هو أن الولاء ليس في العلاقات الشخصية كحسن الجوار والزمالة والمؤاكلة والمشاربة، وإلا لما أباحها الله تعالى، وإنما الولاء الذي حرمه الله تعالى يكون على الراية
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
وضع الأقليات
- إذا عرضنا لقضية الولاء أخذها قاصروا النظر والجهال على الأقليات في بلادنا، وفي فروع تافهة، وبتنطع ومبالغة، ثم يتركون الولاء المحرم نفسه مع العدو الصهيويني أو الصليبي أو العلماني الإباحي أو المبدل للشرائع أو مع الأقليات نفسها لكن في مواطن أخطر وأصرح كالعداء للشريعة أو التنازل عن الهوية.
- إن الحديث عن الولاء عموما يبحث عن المحاور التالية:
1) ترسيخ الهوية الإسلامية وإقامتها، وبيان ارتباطها بالعقيدة..
2) تحريم ولاء الكفار في حروبهم ضد المسلمين كما تقدم البلدن (الإسلامية !) قواتها وأرضها وقواعدها للعدو ليجتاح بلاد المسلمين..!
3) تحريم التآمر على المسلمين، كما يقوم الكثير من الرموز وغير الرموز من السياسيين، والإعلاميين، والعلماء! مع العدو ضد المسلمين.
4) تحريم ترك الصبغة الإسلامية لصالح التغريب بالتشرب الكامل للحضارات غير الإسلامية.. كمن يكره الحضارة الإسلامية وأحكامها وقيمها وصبغتها وينصر قيم الإباحية وغيرها ويتشربها.
- وما يخص الأقليات في موضوع الولاء:
1) ألا يترك المسلمون إقامة شريعتهم لصالح أقليات أيا ما كانت، ولا بد من دراسة وحوار بحيث تجد الأقليات نفسها في هذا الإطار وتتبدد مخاوفهم.
2) ألا يترك المسلمون هويتهم لأجل شراكة أخرى؛ فالشراكة في الوطن تمر عبر الهوية الإسلامية فالهوية الإسلامية ليست عدوا للأقليات بل تجمع الجميع، والنصوص التي تضمن التعايش والعدل والإندماج واضحة، والتجربة التاريخية للإسلام كذلك واضحة، وطبيعة الأمور أن تقرر الأغلبية هوية البلاد، وهو حق مكفول في العالم كله.
3) ألا يصطف أحد ما في عداء للشريعة أو الهوية، كما حدث في 30 يونيو في مصر .
4) عدم المجاملة على حساب الدين بإلغاء الأحكام القطعية كأن يدعي مدع أن الأديان كالمذاهب، كلها تقرب الى الله ومقبولة عنده، وغير ذلك من إنكار الثوابت والتلاعب بها مجاملة أو جهلا.
- وأما التعامل معهم فيما عدا ذلك فلهم حقوق:
1) الحرية العقدية وعدم الإكراه في الدين.
2) حرمة الدماء والأموال والأعراض، لأنهم معاهدون، إما بالعهد القديم للفتح، أو بما يشبه المدينة في أول مقدم رسول الله.. وفي مصر خصوصية وصية رسول الله بهم.
3) الإندماج وعدم العزلة، ولهذا أباح تعالى مؤاكلتهم ومشاربتهم وأباح نكاح نسائهم {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ } [المائدة 5] .
4) العدل وإيفاء الحقوق وإقامة القسط في كل حال، وتحريم الظلم من أي أحد على أي أحد وفي أي حال.
5) فعل الخير وأعمال البر لهم ما داموا يحترمون عهدهم وهوية وشريعة المسلمين.
المحبة القلبية ـ الشخصية ـ لأحد منهم لا يكفر بها أحد {هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ} [آل عمران 119] وهذا عابه الله على المسلمين تجاه اليهود المبغضين ولم يكفرهم بها، وإنما هي رقة في الدين.
الضابط هو أن الولاء ليس في العلاقات الشخصية كحسن الجوار والزمالة والمؤاكلة والمشاربة، وإلا لما أباحها الله تعالى، وإنما الولاء الذي حرمه الله تعالى يكون على الراية.. والمتدبر يراه في جانب تقرير الهوية، وإقامة الدين، وعدم مناصرة الكافر على المسلم في حروبه المستأصلة للمسلمين، وعدم التآمر معه، وعدم إشراب حضارات أخرى.
بل في إطار الولاء تجد جميع الأقليات في جميع البلدان حقوقها، ويعيشون في ظلها وإطارها.
فمن لم يفهم هذا الأمر فما فهم المقصود من تقرير موضوع الولاء، فيترك المناطات العظمى التي دمرت الأمة وأضاعت فلسطين وقسمت السودان وأسقطت العراق، وينزله على أحداث تافهة وأمور جانبية؛ بل وقد يظلم غيره ويحرم ما أباح الله ويقسم بلده ويمزق مجتمعه.