روائع - تعرف على ابن القيم (2)

ابن تيمية في حياته:

اتفق المؤرخون على أن تاريخ اللقاء كان منذ سنة 712 ه وهي السنة التي عاد فيها الشيخ ابن تيمية من مصر إلى دمشق واستقر فيها إلى أن مات سنة 728 ه. وقد امتحن ابن القيم لمناصرته لشيخه وسجن معه. يقول ابن رجب: (وقد امتحن وأوذي مرات وحبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة، منفردا عنه ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ). ويقول ابن حجر: (إنه اعتقل مع ابن تيمية بالقلعة بعد أن أهين وطيف به على جمل مضروبا بالدرة فلما مات أفرج عنه). وقال ابن القيم في نونيته واصفا توبته على يد ابن تيمية:

يا قوم والله العظيم نصيحة = من مشفق وأخ لكم معوان

جربت هذا كله ووقعت في = تلك الشباك وكنت ذا طيران

حتى أتاح لي الإله بفضله = من ليس تجزيه يدي ولساني

حبر أتى من أرض حران فيا = أهلا بمن قد جاء من حران

فالله يجزيه الذي هو أهله = من جنة المأوى مع الرضوان

أخذت يداه يدي وسار فلم يرم = حتى أراني مطلع الإيمان

ورأيت أعلام المدينة حولها = نزل الهدى وعساكر القرآن

ورأيت آثارا عظيما شأنها = محجوبة عن زمرة العميان

مشايخه:

تعلم وطلب العلم على يد كبار من العلماء أشهرهم ابن تيمية (حتي اطلق عليه تلميذ ابن تيمية) وابن الشيرازي وابن عبد الدائم والمجد الحراني وابن مكتوم ومنهم -أيضا- أبوه قيم الجوزية وغيرهم.

تلاميذه:

وتلاميذه -أيضا- كثير منهم من الكبار، أشهرهم الحافظ ابن كثير (المفسر المعروف) وابن رجب الحنبلي وابن حجر والذهبي والنابلسي.

وقال عنه ابن رجب الحنبلي: أخذ عنه العلم خلق كثير، وكان الفضلاء يعظمونه ويتتلمذون عليه.

كتبه:

وقد ترك مصنفات عديدة في الفقه والأصول والزهد وأعمال القلوب والسيرة النبوية والبلاغة والشعر، و غير ذلك من المؤلفات التي تبين لنا خبرته الواسعة وإلمامه بكثير من العلوم ومؤلفاته رحمه الله كثيرة وقيمة ومنها:

الفوائد – الداء والدواء( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) – الوابل الصيب من الكلم الطيب – مدارج السالكين – إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان – روضة المحبين ونزهة المشتاقين – زاد المعاد – عدة الصابرين - طريق الهجرتين وباب السعادتين - تحفة المودود في أحكام المولود – مفتاح دار السعادة – الصلاة وأحكام تاركها – الروح – الفروسية – حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - بدائع الفوائد..(1)

هذا قليل من كثير، وغيض من فيض عن بعض ما يتعلق بترجمة هذا الإمام العلامة، وندعك الآن -أيها القارئ الكريم - لتسبح مع ما تيسر جمعه من روائع ابن القيم رحمه الله والله أسأل أن ينفعنا وإياك بها.

♦ جمع وترتيب: أ. أحمد حجازي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده للشيخ بكر ابو زيد.