مع القرآن - يا صاحب الجهالة تب
{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } [ النحل 119] .
لو جهل عليك أحدهم أو أخطأ قد تقاطعه أمداً طويلاً بل قد تحذفه تماما من قائمة معارفك .
و إن أخطأ حاكم أو قائد لأمة لكتب عنه التاريخ ذلك الخطأ و ظل موصوماً به أبد الدهر .
أما الملك الرحمن سبحانه و جل جلاله يعطي للعبد الفرصة الكاملة و يعفو و يصفح و يمحو ما كان إن رجع عبده و تاب و أناب و أصلح .
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، : «إِنَّ صَاحِبَ الشِّمَالِ لِيَرْفَعُ الْقَلَمَ سِتَّ سَاعَاتٍ عَنِ الْعَبْدِ الْمُسْلِمِ الْمُخْطِئِ أَوِ الْمُسِيءِ، فَإِنْ نَدِمَ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْهَا أَلْقَاهَا، وَإِلا كُتِبَتْ وَاحِدَةً »
[أخرجه الطبراني والبيهقي وحسنه الألباني في صحيح الجامع ]
قال تعالى :
{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } [ النحل 119] .
قال الطبري في تفسيره :
يقول تعالى ذكره: إن ربك للذين عصوا الله فجهلوا بركوبهم ما ركبوا من معصية الله ، وسَفُهوا بذلك ثم راجعوا طاعة الله والندم عليها ، والاستغفار والتوبة منها ، من بعد ما سلف منهم ما سلف من ركوب المعصية، وأصلح فعمل بما يحبّ الله ويرضاه { إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا } يقول: إن ربك يا محمد من بعد توبتهم له { لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } .
قال السعدي في تفسيره :
وهذا حض منه لعباده على التوبة، ودعوة لهم إلى الإنابة، فأخبر أن من عمل سوءا بجهالة فإنه لا بد أن ينقص ما في قلبه من العلم وقت مقارفة الذنب. فإذا تاب وأصلح بأن ترك الذنب وندم عليه وأصلح أعماله، فإن الله يغفر له ويرحمه ويتقبل توبته ويعيده إلى حالته الأولى أو أعلى منها.
أبو الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: