انتكاسة!
محمد عبده المنزلاوي
طالما فيك نفَس يتردد، فاخش على نفسك الفتنة .. فمن كان مستنًّا فليستن بمن قد مات .. فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة .. قالها ابن مسعود.. ولعمر الله أي فتن تلك التي كانت تغشى القوم في زمانهم؟!
كيف لو رأوا زماننا؟!
- التصنيفات: تربية النفس - أعمال القلوب - الطريق إلى الله -
أفزعتكم منشورات الانتكاس؟!
هالتكم قوافل المنتكسين؟!
أتدرون أن الفاروق عمر بن الخطاب قد خاف على نفسه من النفاق؟!
وفي أثر في سنده مقال، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: لو أن إحدى قدمي في الجنة واﻷخرى خارجها ما أمنت مكر الله!
يظل المرء مستقيما فيما يراه الناس.. ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار.. ثم يختم له بسوء فيدخلها.. كما صح به الخبر.
من استقين ذلك.. وركّز في شعاب نفسه هذا المعنى، أتراه يغفل عن معنى {اهدنا الصراط المستقيم } )؟!
أو يطمئن لقلبه؟!
أو يركن لبعض عمله الصالح؟!
في آخر الزمان، وأظنه قد قرب كثيراً.. يصبح الرجل مؤمنا ثم يمسي كافرا.. ويمسي مؤمنا ثم يصبح كافراً .. وتندر اﻷمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أميناً!
طالما فيك نفَس يتردد، فاخش على نفسك الفتنة .. فمن كان مستنًّا فليستن بمن قد مات .. فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة .. قالها ابن مسعود.. ولعمر الله أي فتن تلك التي كانت تغشى القوم في زمانهم؟!
كيف لو رأوا زماننا؟!
عاشرنا أناساً كانوا في الزهد كحاتم اﻷصم وبِشر الحافي .. لا يفترون عن الاقتباس من حكم عطاء الله السكندري.. فلما ولّوا شيئاً من أموال الناس أكلوها.
وعاشرنا أناساً كانوا في الحجة كابن تيمية رسوخا وعلما وفقها؛ فلما انتصبوا لإبطال بعض الشبهات تخطفتهم، وانخلعوا من ربقة الدين!
وعاشرنا أناساً هم في العفاف والتنسك كيوسف؛ فلما دعاهم داعي الفاحشة في خلوة أجابوه وسقطوا.
أخي:
إياك والدعاوى .. فعلى قدر دعواك، تكون.