تحديات تواجه الثورة المصرية

منذ 2011-02-20

نجحت الثورة المصرية التي استمرت 18 يوما في ازاحة نظام حكم استمر ثلاثة عقود، وأنهت دولة بوليسية قمعت الشعب في ثورة رائعة تعد الأولي في التاريخ المصري والعربي. واحتفل المصريون في أول جمعة بعد سقوط الرئيس مبارك بالاحتشاد في ميدان التحرير..


نجحت الثورة المصرية التي استمرت 18 يوما في ازاحة نظام حكم استمر ثلاثة عقود، وأنهت دولة بوليسية قمعت الشعب في ثورة رائعة تعد الأولي في التاريخ المصري والعربي. واحتفل المصريون في أول جمعة بعد سقوط الرئيس مبارك بالاحتشاد في ميدان التحرير بالملايين وأدوا الصلاة خلف الشيخ يوسف القرضاوي الذي لم يخطب الجمعة في بلده منذ 30 عاما.

ورغم الاحتفالات فإن القلق لازال يسيطر على الكثير من أبناء الثورة التي شارك فيها كل الشعب، فالمصريون يريدون التأكد من السقوط التام للنظام السابق وليس رأسه فقط، والاطمئنان على تحقيق كافة مطالب الثورة. وفي المقابل فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أكد في بياناته أنه سينفذ كل مطالب الثورة، وقال الجيش أنه ليس بديلا للشرعية.


ولكن وسط احتفالات النصر فإن الثورة تواجه عددا من التحديات وأهمها ما يلي:

1- لازالت فلول النظام السابق موجودة وتعمل على امتصاص حماس الشعب المصري وتراهن على الوقت، وهذه الفلول تهدف إلى تعقيد الأوضاع وتعمل على تعويق الجيش ليعجز عن تحقيق الاستقرار. ويظهر تأثير هذه الفلول في توسيع الإضرابات المطلبية للعمال والموظفين في كل أنحاء مصر، وهي حقوق مشروعة لكن توسيع الإضرابات وتصعيدها في وقت واحد ليس في صالح الثورة.

2- استمرار بقاء حكومة أحمد شفيق التي تضم رموزا متهمة بالفساد وموالية للعهد السابق يعد امتدادا لحكم مبارك ويوفر الغطاء لأنصار الحكم الذي سقط لاستعادة قواهم وتوفيق أوضاعهم وتغيير جلدهم للاستمرار في السلطة.

3- محاولات بعض القوى السياسية المدعومة من أمريكا والغرب لإبعاد الجيش عن السلطة والسعي لإحداث فجوة بين الشعب والقوات المسلحة، وإثارة الدعايات ضد كل ماهو عسكري، بالرغم من أن الجيش هو الذي حمى الثورة وانحاز إلى الشعب وتعهد بنقل السلطة للمدنيين.

4- سعي بعض الشخصيات والمجموعات إلى تنصيب نفسها كقيادة للثورة الأمر الذي قد يثير الخلافات التي تشوه حالة الإجماع التي شهدتها الثورة.

5- انقلاب أبواق مبارك في الصحف والإعلام إلى مؤيدين للثورة ليبقوا في مواقعهم وهؤلاء المنافقون لديهم القدرة على التلون حسب طبيعة كل مرحلة وسيقوم هؤلاء المنافقون بدور تخريبي للثورة فيما بعد.

6- الأزمة الاقتصادية ستكون عنصرا ضاغطا على الجيش وهذا يحتاج إلى دعم عربي وإسلامي لم يتحقق حتى الآن.

7- الضغط الذي تمارسه أمريكا ودول الغرب على الجيش المصري لإبعاده عن السلطة من أجل ضمان مصالحهم، وهذا هو أكبر تحدي يواجه مصر، وهذا الضغط يتراوح بين العصا والجزرة، بين التهديد العسكري وتقديم المساعدات المشروطة.

وهذه التحديات رغم أهميتها فإنها لن تعوق الثورة عن تحقيق مطالبها، فالشعب المصري سيواصل -بإذن الله- العمل بالاتحاد مع الجيش الوطني للقضاء علي بقايا مبارك وتشكيل نظام حكم جديد يلبي طموحات المصريين الذي أصبحوا اليوم شعبا جديدا، يختلف عن الذي كان من قبل. ومن يريد أن يرى ذلك بعينيه فلينزل إلى الشارع ليري كيف أنجبت الثورة جيلا ثوريا جديدا لن يتعايش مع الفساد والظلم بعد اليوم.


السبت، 19 فبراير 2011  م
 

المصدر: صحيفة السعوديون

عامر عبد المنعم

كاتب صحفي

  • 0
  • 0
  • 2,711

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً