التَّعْرِيفُ بِمؤسس المهديين2

أحمد علوان

لماذا لُقب باليماني؟­­

فمن وجهة نظر أتباع أحمد الحسن اليماني - على حد زعمهم - أنه – أي اليماني - أهم شخصية في هذا العصر، وهو الشخصية التي لا تساويها شخصية أخرى في الأهمية والمكانة، ويستدلون على ذلك بروايات من الأحاديث النبوية أو عن آل البيت التي تنص على أن رايته أهم الرايات.

  • التصنيفات: مقارنة الأديان -

التَّعْرِيفُ بِمؤسس المهديين - أَحْمَد الحَسَن اليَمَانِيِّ :

لماذا لُقب باليماني؟­­

فمن وجهة نظر أتباع أحمد الحسن اليماني - على حد زعمهم - أنه – أي اليماني - أهم شخصية في هذا العصر، وهو الشخصية التي لا تساويها شخصية أخرى في الأهمية والمكانة، ويستدلون على ذلك بروايات من الأحاديث النبوية أو عن آل البيت التي تنص على أن رايته أهم الرايات.

فقد جاء في كتاب (موجز عن دعوة اليماني)، "وأما سببب تسميته باليماني، فيرجع إلى أمرين: الأول: نسبته لغوياً إلى اليَمَن[1]، الثاني: سبب روائي بورود الروايات التي تنص على أن اليماني يخرج من بلاد اليمن، ولمناقشة سبب التسمية: فمن حيث النسبة يمكن عود لفظ اليماني إلى اليمن، ويمكن أن تعود إلى اليُمن بمعنى البركة، وكذلك إلى اليمين كأن يكون شخص في يده اليمنى ما يميزها أويكون يمين الإمام المهدي، كما كان عليّ يمين رسول الله، ويمكن أن تعود إلى معنى أنه صاحب يد بيضاء أو كريمة"[2].

ثم يكمل قائلاً: "وإذا افترضنا القول بعائدية النسبة إلى بلاد اليمن فليس معنى ذلك أنه من قاطني البلد بالضرورة، فمن المعروف والذي لا ينكره أحد أن كثيراً من الناس قد ينتسبون إلى منطقة ومحل سكناهم منطقة أخرى، فصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وكل منهم عاش ومات في بلاد العرب، ويمكن أن تقول: إن المعروف أن مكة من تِهَامَة[3] وتهامة من اليمن، فرسول الله وأهل بيته كلهم يمانيين، وقد ورد عن رسول الله قوله صلى الله عليه وسلم: «وإن الإيمان يمان، والحكمة يمانية» [4]، وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: «لولا الهجرة لكنت امرءاً يمانياً» [5]، وإنما قال ذلك: لأن الإيمان بدأ من مكة وهي تهامة وتهامة من أرض اليمن، وفي النهاية من الممكن أن يكون وجه التسمية خافياً علينا، فالاحتمالات كثيرة ولا يوجد مرجح"[6].

فبعد هذا العرض من قبل أنصار اليماني لإثبات نسب اليماني، والذي يظهر منه عدم استقامته ولا قبوله عقلاً ولا عرفاً ولا نقلاً، فتكون النتيجة بعد كل هذه الاستدلالات والتحليلات أن يكون وجه التسمية خافياً عليهم وليس لديهم حجة قوية لما يقولون، ولندع أحد علماء الشِّيَعة ليتولى الرد، فيقول: "يريد أحمد إسماعيل البصري العراقي، إثبات أن له أصول يمنية، فادَّعى أن رسول الله له أصول يمنية وأهل بيته كذلك، وباعتبار اليماني أن ابن المهدي فهو من أصول يمنية، لكن المعروف لدى المسلمين أن رسول الله هاشمي قرشي، فتبطل حجته بأصوله اليمنية، وأن اليماني صفة تطلق على من كان يمني الهوية والعائلة والأرض، ثم زاد قائلاً: ما قاله أحمد إسماعيل ينم عن جهله العميق بالتاريخ العربي حيث غلط في نسبة تهامة، حيث جاء في القاموس المحيط أن تِهامة بالكسر مكة شرفها الله، وجاء نحوه في لسان العرب، وغير واحد من أهل اللغة"[7].

فالنتيجة أن أحمد إسماعيل أصله من البصرة لكنه وأتباعه يريدون بطريق أو بآخر أن يقنعوا الغير بأنه من اليمن، حتى تليق عليه الدعوة ويكون أولى بها، ونرى أنهم يدللون بكلام غير منطقي، فأي عاقل يقول إن مكة من اليمن، مكة هي مكة واليمن هي اليمن، وكلما وقعوا في مأزق يحاولون أن يخرجوا منه بأسلوب أكثر غرابة، فإذا كان أحمد إسماعيل من البصرة فقد تكون له أصول يمنية، وليس بشرط أن يظهر من اليمن بالذات، إنه تخبط وغموض وليّ للنصوص والروايات التي يروونها، وأكد أحد الأنصار قائلاً: "فنجد كثيراً من الروايات جاءت على نحو الرمز والتمويه، للحفاظ على هذه الثورة المقدسة، ومن المعلوم أن أي قائد حكيم لايمكن أن يكشف عن كل تفاصيل خطته العسكرية، بل لعله يجعل فيها بعض الخدع - الحرب خدعة - والغموض والتمويه المتعمد"[8].

فهي دعوة كما أقر بذلك عقيلهم - ناظم العقيلي - تقوم على التمويه وخداع الآخرين، ولا ننسى أن التقية عندهم أصل أصيل، فهم يمارسونها هنا خوفاً من أعداءهم ومخالفيهم، إذاً فهذا إقرار منهم بأن الدعوة يشوبها عوار وشبهات وتدليس على الشِّيَعة أنفسهم وعلى غيرهم.

---------------------------------
[1] إنما سميت اليمن لتيامنهم إليها، واليمن وما اشتمل عليه حدودها بين عمان إلى نجران ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن إلى الشّحر حتى يجتاز عمان فينقطع من بينونة، وبينونة: بين عمان والبحرين وليست بينونة من اليمن، وقيل: حدّ اليمن من وراء تثليث وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود، واليمن تجمع ذلك كله، والنسبة إليهم يمنيّ ويمان. انظر: معجم البلدان، ج5/447(بتصرف)(مرجع سابق).
[2] راجع: موجز عن دعوة السيد أحمد الحسن، الأستاذ عبدالرزاق الديراي، ص 61و62 (باختصار)، ط2/1432هـ=2011م، إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام، العدد (28).
[3] قال المدائني: تِهَامَة من اليمن وهو ما أصحر منها إلى حدّ في باديتها ومكة من تهامة، وإذا جاوزت وجرة وغمرة والطائف إلى مكة فقد أتهمت، وسميت تهامة لشدّة حرّها وركود ريحها، وهو من التّهم، وهو شدّة الحرّ وركود الريح، يقال: تهم الحرّ إذا اشتدّ. انظر: معجم البلدان، ج2/63(مرجع سابق).
[4] نص الحديث: " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوباً، الإِيمَانُ يَمَانٍ وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، وَالفَخْرُ وَالخُيَلاَءُ فِي أَصْحَابِ الإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ وَالوَقَارُ فِي أَهْلِ الغَنَمِ». انظر: صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب"قدوم الأشعريين وأهل اليمن، وقال أبو موسى عن النبي: هم مني وأنا منهم"، ص1074، حديث(4388).
[5] وهذا تحريف منهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نصه: "... لَوْلاَ الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِياً وَشِعْباً لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا،...". أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب "غزوة الطائف في شوال سنة ثمان، قاله: موسى بن عقبه"، ص1059، حديث(4330).
(4) راجع: موجز عن دعوة السيد أحمد الحسن، ص63 (باختصار)(مرجع سابق).
[7] انظر: البرهان الساطع في الرد على أحمد الكاطع، الحاج حسين، ص20و21 بتصرف، حُررت هذه الرسالة بتاريخ 19/12/2012م.
[8] دراسة في شخصية اليماني الموعود، الشيخ ناظم العقيلي، ج2/132 (مرجع سابق).