بيان لدعم الثورة الليبيّة - قذفك الله يا قذّافي يابن اليهوديّة
حامد بن عبد الله العلي
شعب ليبيـا البطـل ، أحفاد القائد العظيم ، عمر المختار ، لا يمكن أن
يُذلّ لطاغية ، فقد قام بعدة محاولات لإزاحة هذا الطاغوت الجاثم على
صدر هذا الشعب المجاهد ، حتى إذا أذن الله تعالى بالنهضة الكبرى ،
والبطشة العظمـى ، رمى الله طاغية ليبيا بالرعـب...
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
قال الحق سبحانه : {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ
ۚ }[الحج :78]
وقال : {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ
يَنتَصِرُونَ} .[الشورى:39]
وقال : {وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ
فَأُولَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ
} [الشورى:41]
ويقول صلى الله عليه وسلم : «
فمن جاهدهم بيده فهو
مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس
وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل».
رواه مسلم.
يشعـل أحفاد عمر المختار في أرض جهاده ، ثورة عظمى ضد طاغيتها الذي
طغى في البلاد ، فأكثـر فيها الفسـاد ، وأهلك بالظلم العبـاد ، ثم
أظهـر حقيقة طغيانه ، ومبـلغ إجرامه وعدوانه ، فيما فعله في
المتظاهرين ضـد نظامه ، إذ أخذ يقصفهم هذه الأيـام بالصواريخ ، ويلقي
عليهم قنابل المدفعيـة ، ويعمل فيهم الإبادة الجماعية ، من أجـل أن
يبقى في كرسيه العفن الذي أقامه على أرض مليئة بجثث المقتولين ظـلما
من الشعب الليبيّ البطل ، وسقاه من دماء المظلومين من أبنائـه ،
وثبَّته بالظلم ، والبغي ، والجور طيلة أربعين سنة ، كانت كلٌّها أعجف
الدهور على أحفاد عمر المختار ، وأشد العصور على أبناء الجهاد ضد
الاستعمار .
ووالله الذي لا إله إلاّ هو ، إنّ عرش ظلمه سيسقط قريبا ، وصرح
طغيانه سيتهاوي ويشتعل لهيبـا ، وسيتردّى هذا المعتـوه ، مع كتابه
الأخضـر المليء بالسخافات العقيمة ، والخزعبلات السقيمة ، وسيولي عهده
البغيض إلى غير رجعة .
لقد تعرض الشعب الليبي في أثناء حكم هذا اللعين إلى أبشع ضروب القمع
، والتعذيب ، والتنكيـل ، والقتل بالاغتيال ، أو في سجون المخابرات ،
حتى لقد تمّ فتح النيران على ألف سجين في حادث سجن أبي سليم عام 1996م
، وقد لاقى منه هذا الشعب الأبيّ كلّ العنت ، والضيـم ، وبدد ثورة
ليبيا على ترجمة كتابه الأخضـر الأحمـق إلى جميع اللغات ، وصرف
الأموال على حركات ، ومشاريع ثوريـّة فاشلة في أقاصي العالم حتى أهلك
44 مليار دولار على تلك المشاريع ، في الوقت الذي أفقـر شعبه ، وأما
قضية الأمة في فلسطين فقـد دعـا إلى اندماج الفلسطينيين والصهاينة في
دولة واحدة زعم تسميتها ( إسراطين ) أهلكه الله بالسرطان !!
أما حالات خطف المعارضين ، واختفائهم قسريـّا ، فحـدّث ولا حـرج ،
ومن أبرز حالات الاختفاء القسري من الليبيّين الشيخ أحمد البشتي ،
والدكتور عمرو خليفة النامي ، وجاب الله حامد مطر ، وعزّات يوسف
المقريف ، ومنصور رشيد الكيخيا ، وغيرهـم كثير .
كما انتشر الفساد ، وفشت الجريمة ، والمخدرات ، وعـمت الفواحش ،
والانحلال الأخلاقي ، وصار حكمه ملاذا لكل أنواع المرتزقة ، وأخباث
الخلق .
لقد أذل هذا الطاغية الشعب الليبي ، وحرمه من أدنى حقوقه الإنسانية ،
وسلبه حريتـه ، وسلَّط عليه أنظمة القمع ، والإرهاب البوليسي ، وفرض
عليه كتابه الأخضـر وحارب كلّ معارضة له ، وجعله كأنه قرآنٌ منزّل
!!
كما استنزف وبدد ثروة الشعب الليبي ، وموارده الطبيعية الغنـية ،
ونهب أموال الخزانـة العامـّة ، والأرصـدة ، وجعل من نفسه مستبدا
مطلقا لايحـقّ لأحد أن يرد قوله ، فيما ابتدعه - وما أكثر بدعه
الضالة - وأسمـاه (الصلاحيات الثورية) ، وجعل إليه ، وعليه وحده
دون سوه ، حق تفسيرها ، وتنفيذها !! ثم ابتدع بدعة ثانية أسماها (
وثيقة الشرعية الثورية ) ، وحولها إلى صولجان بيده ، يضرب به ما يشاء
من أنظمة الدولة فيحركها كيفما يشاء ، ثم ألحقها ببدعة ثالثة أسمـاه (
التوجيه والترشيد الثوري ) ، أشبه ما تكون بسوط أيضا يجلد به من يشاء
!!
وتابع هذه البدع السخيفة فأحدث ما أسماه ( التحريض الثوري ) -
في ضمن تنظيمات أخـرى وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان - وماهم
إلاّ جواسيس للقذافي ، يوجّهون كلّ ما يطلق عليه : اللجان ، ومؤتمر
الشعب العام ، والمؤتمرات الشعبية .. إلخ ، لئلا تخرج عما في رأسه من
أفكاره اللعينـة !!
وهكذا يحدث البدع ، والواجهات ، والأسماء الوهمية ، والـ ( ديكورات )
العجيبة ، لتعبيد الشعب الليبي إليه ، وتحويله إلى قطيع يدوس عليه
.
وفي الجملة فقـد سام شعبه سوء العذاب ، وحكمهم بالنار والحديد
والإرهاب ، وسرق أموالهـم ، وبدد ثرواتهـم .
وأخذ يسخر من القرآن ، وينكر السنـة ، ويعبث بالدين ، ويخـرب عقيدة
المسلمـين .
غير أنّ شعب ليبيـا البطـل ، أحفاد القائد العظيم ، عمر المختار ، لا
يمكن أن يُذلّ لطاغية ، أو يستعبده طغيان ، فقد قام بعدة محاولات
لإزاحة هذا الطاغوت الجاثم على صدر هذا الشعب المجاهد ، حتى إذا أذن
الله تعالى بالنهضة الكبرى ، والبطشة العظمـى ، رمى الله طاغية ليبيا
بالرعـب ، وربط على قلوب الشعـب.
فصارت من تحت أقدام فرعون ليبيا الأرض تموج موجـا ، وارتجـّت أركان
حكمه رجـّا رجّـا ، فدعـا المرتزقة للدفاع عن عرشه عربـا ، وعجما ،
وزِنجـا ، فما زاده ذلك إلاّ هزيمـة ، وهرجـا ، ومرجـا !!
وهاهو الشعب الليبي يشتـعل اشتعال النار في الهشـيم ،وينطلق انطلاق
السيل العظيـم ، ويضـرب ضربة السيف الصريـم .
ويصِـرُّ على إسقاط الطاغية ، وعلى إسترداد حقوقه ، وإقامة سلطان
العدل ، وإطـلاق مشـروع النهضة التي تلتحق بالنهضة العربية الكبرى ،
لتعيد لأمّتـنا رسالتها الإسلامية الخالدة ، وترفع رايتها الحضاريـة
الرائدة .
وهو يقــدّم هذه الأيام تضحيات عظيمة ، يقدم دماء أبنائه ، وأرواح
شهدائه ، ويعرض نفسه لمواجهة نظـام هـو من أطغى الطغـاة ، ومـن أخبـث
الفجرة العـتاة .
ليحرِّر الشعب الليبيّ من الظلـم ، والطغيـان ، والبغـي ، والاستعباد
، والعـدوان.
فالواجب على الأمّة الإسلاميّة دعم الشعب الليبي في جهـاده ، بكلِّ
ما يحتاجه حتّى إسقاط الطاغيـة ، وعلى العلماء ، والمثقفين ، نصرهـم ،
والشدّ من أزرهـم ، حتى يزيحوا هذا المستكبـر الخبيث ، ويبدلهم الله
تعالى سلطانا عادلا ، وعيشـا كريمـا فاضـلا .
ويا أيُّهـا الشعب الليبيُّ البـطل ، اعقد العزم بالله ، واجمع
التوكّل على الله ، وأحسن الظن بالله ، واثبت على جهادك ، فمن يقتـل
فيه ، فهو شهيـد ، ومن يجرح فيه فهو كالجريح في الجهـاد ، يأتي يوم
القيامة ، ريح دمه ريح المسك ، وثوابه ثـواب المجاهد للكفر والشـرك
.
هذا ونحن متفائلون أنّ نهاية هذا الطاغية قريبة ومن كان معه شريكـا ،
أقـرب من هلاك طاغيتي تونس ومصـر ، وسيقر الله تعالى _ بإذن الله
تعالى _ عيون المسلمين بغيرهـم في إثرهـم وشيكـا .
والله المستعان ، وهو حسبنا ، عليه توكّلـنا ، وعليه فليتوكّل
المتوكّلون ، والله نعم المولى ، ونعـم النصيـر .