وهل في تحية الإخوان عيب
أبو الهيثم محمد درويش
تحية للعالم الإسلامي الذي كان يقف بقلبه وجوارحه بميدان التحرير،
متابعاً ومبتهلاً وراجياً من الله نصر قريب، فقد عاش العالم الإسلامي
بل وشرفاء الكرة الأرضية مع المصريين أيام محنتهم وشهد الكل انتصارهم
فلله الحمد.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
الحمد لله الذي أعز عباده بالنصر المبين والصلاة والسلام على أشرف
الخلق وسيد المرسلين .
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ
تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء
وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ
إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران : 26].
الثورة المصرية أثبتت كفاءة طوائف نوعية مختلفة من الشعب المصري
الأبي، وقدمت نموذج فريد للعالم في التلاحم بين أبناء الشعب الواحد،
بل وأعادت لأبناء مصر الثقة في بعضهم البعض بعدما رأى الجميع المسلم
يحرس شريك الوطن والعكس .
فتحية من القلب للشعب المصري العظيم .
أخص بالتحية جماعة الإخوان المسلمين التي قدمت النموذج المثالي في
التحرك والتنظيم كشريك في الثورة، ثم لم تحاول بعد نجاحها ركوب الثورة
بل أكدت أنها شريك يحب الوطن، فما العيب اليوم أن نشكر لأهل الفضل
فضلهم .
الإخوان قدموا الحماية لشباب الثورة في أحرج أوقات الثورة وأصعبها،
كما أثبتوا حسن التنظيم والتحرك وسط أبناء شعبهم وحسن الخلق والتعاون
مع الآخرين، وفوق ذلك الاستعداد الكامل لحدث لم يكن في الحسبان، بما
يؤكد جاهزية هذا الفصيل المسلم المصري في المشاركة في بناء وطنه على
أساس إسلامي أخلاقي .
لا أجد الحرج في ذلك مع كوني من المحسوبين على التيار السلفي المصري،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا :( ) إسناد صحيح رواه أحمد وأبو داود
والترمذي.
وروى أحمد من حديث الأشعث بن قيس مرفوعا مثل حديث أبي هريرة ورواه
أيضا بلفظ آخر ( )
فجميع طوائف الشعب المصري اليوم لا تشك أن الجميع سيشترك في البناء،
وأن وقت الخلاف قد ولى وحان وقت الاتحاد والتعاون لنبني وطنا جديداً
نساهم من خلاله في توجيه و بناء الأمة الإسلامية كلها .
فمصر رائدة للأمة وهذا مشاهد ملموس، وما يمسها من إصلاحات ينطبع على
جميع العالم الإسلامي بلا شك .
لذا أرى أننا في مرحلة يجب فيها التوحد، فلا فرق بين إخواني وسلفي،
بل لا فرق في بناء الوطن بين مسلم ومسيحي، فالمصلحة تعم الجميع، فكما
فرح الشعب بجميع طوائفه بإزالة الفساد، سنفرح سوياً إن شاء الله
بإعادة البناء .
من كل القلب أتوجه بالشكر لشباب مصر الأبرار، الذين قابلوا فساد عقود
طويلة بصدور عارية، عازمين على إنقاذ وطنهم .
تحية للمسيحيين حين حرسوا صلوات المسلمين في ميدان التحرير، وتحية
للمسلمين حين حرسوا جميع المسيحيين من خلال اللجان الشعبية التي حرست
مصر بأكملها .
تحية للشباب السلفي الذي نزل لحماية ظهور الثوار في اللجان الشعبية،
فكان لهم دور لا يخفى، كما نخص الشباب السلفي الذي نزل لساحات الثورة
في كل مكان لمشاركة شعبه العظيم في معركة الكرامة .
تحية لأصحاب الشرارة الأولى (الشعب التونسي العظيم ).
وأخيراً : إلى مصر الحبيبة ... إلى كل الحركات الإسلامية دون تمييز بين مسمى وآخر.
نصيحة خالصة لله :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران : 103].
أبو الهيثم