خواطر ممدوح إسماعيل - رجل مشتت محتار
فإنَّه من استغفر الله ثم تاب إليه متّعهُ متاعًا حسنا إلى أجل مُسمّى. وليتخذ وردًا من الأذكار طرفي النهار ووقت النوم ، وليصبر على ما يُعرض له من الموانع والصوارف ، فإنه لا يلبث أن يُؤيده الله بروحٍ منه ، ويكتب الإيمان في قلبه
بعث رجلٌ مشتتٌ محتارٌ إلى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - هذا السؤال:
ما دواء من تحكّم فيه الداء ، وما الاحتيال فيمن تسلّط عليه الخَبال ( فساد العقل ) ، وما العمل فيمن غلب عليه الكسل ، وما الطريق إلى التوفيق ، وما الحيلةُ فيمن سطت عليه الحيرة ، إن قصدَ التوجه إلى الله منعهُ هواه ، وإن رام الادِّكار غلب عليه الافتكار ، وإن أراد يشتغل لم يُطاوعه الفشل ؟
فأجاب رضي الله عنه:
( دواؤه الالتجاء إلى الله تعالى ، ودوام التضرُّع إليه سبحانه ، والدُّعاء بأن يتعلم الأدعية المأثورة ، ويتوخّى الدعاء في مظان الإجابة
، مثل آخر الليل ، وأوقات الأذان والإقامة وفي سجوده
وفي أدبار الصلوات
،ويضُم إلى ذلك الاستغفار
فإنَّه من استغفر الله ثم تاب إليه متّعهُ متاعًا حسنا إلى أجل مُسمّى.
وليتخذ وردًا من الأذكار طرفي النهار ووقت النوم ،
وليصبر على ما يُعرض له من الموانع والصوارف
، فإنه لا يلبث أن يُؤيده الله بروحٍ منه ، ويكتب الإيمان في قلبه.
وليحرص على إكمال الفرائض من الصلوات الخمس بباطنه وظاهره
، فإنَّها عمود الدين. ولتكن هجيراه: " لا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم
فإنَّه بها يحمل الأثقال ، ويُكابد الأهوال ، وينالُ رفيع الأحوال.
ولا يسأم من الدعاء والطلب ، فإنَّ العبد يُستجاب له ما لم يُعجّل
فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي !.
وليعلم أنَّ النصر مع الصبر ، وأنَّ الفرج مع الكرب ، وأنَّ مع العُسرِ يُسرا ، ولم ينل أحدٌ شيئا من جسيم الخير - نبي فمن دونه - إلَّا بالصبر. والحمد لله رب العالمين ).
- [جامع المسائل لابن تيمية] رحمه الله.
اللهم علمنا ماينفعنا واجعلنا ممن يعملون بما يعلمون من الخير
- التصنيف: