مع القرآن - فضلوا أنفسهم عن الله

منذ 2017-04-09

حتى و لو كانت تلك العقيدة تقتضي تفضيل الذات عن الإله أو تفضيل منهجهم عن منهج الله أو تفضيل قوانينهم عن شريعة الله , تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلا عَظِيمًا } [الإسراء 40] .


عندما يمتليء القلب سواداً و يغطي عليه الران و يصبح التعصب سائق العقل و موجهه و تعم الجهالة المجتمع , هنا يصبح الوسط قابلاً لتبني أي فكرة أو اعتقاد أي عقيدة و إن كانت الأسوأ .
حتى و لو كانت تلك العقيدة تقتضي تفضيل الذات عن الإله أو تفضيل منهجهم عن منهج الله أو تفضيل قوانينهم عن شريعة الله  , تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
{ أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلا عَظِيمًا }   [الإسراء 40] .
قال السعدي في تفسيره :
وهذا إنكار شديد على من زعم أن الله اتخذ من خلقه بنات فقال: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ } أي: اختار لكم الصفوة والقسم  الكامل واتخذ لنفسه من الملائكة إناثا حيث زعموا أن الملائكة بنات الله.
{ إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلا عَظِيمًا } فيه أعظم الجرأة على الله حيث نسبتم له الولد المتضمن لحاجته واستغناء بعض المخلوقات عنه وحكمتم له بأضعف القسمين، وهن الإناث وهو الذي خلقكم واصطفاكم بالذكور فتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
قال ابن كثير في تفسيره :
يقول تعالى راداً على المشركين الكاذبين الزاعمين - عليهم لعائن اللّه - أن الملائكة بنات اللّه، فجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً، ثم ادَّعوا أنهم بنات اللّه، ثم عبدوهم فأخطأوا في كل من المقامات الثلاث خطأ عظيماً، فقال تعالى منكراً عليهم: { أفأصفاكم ربكم بالبنين}  أي خصصكم بالذكور { واتخذ من الملائكة إناثا}  أي واختار لنفسه على زعمكم البنات، ثم شدد الإنكار عليهم فقال: { إنكم لتقولون قولا عظيما}  أي في زعمكم أن للّه ولداً ثم جعلكم ولده الإناث التي تأنفون أن يكن لكم وربما قتلتموهن بالوأد، فتلك إذا قسمة ضيزى، وقال تعالى:   { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا . لقد جئتم شيئا  إدا . تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا . وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا . إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا . لقد أحصاهم وعدهم عدا . وكلهم آتيه يوم القيامة فردا} .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 2,834
المقال السابق
أتباع اليماني الضال و حذور فكر المهديين
المقال التالي
نفور أهل الشرك و العناد من منهج الحق سبحانه

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً