ليس كل ألمٍ يستدعي إفاقة..!
مدحت القصراوي
وهذا ألم هو من أعمق وأشد، وأقسى وأحدّ، ما يتعرض له الإنسان؛ أن يقتل ولده، ويكون قتله أمامه وبمرأى منه..
ثم يُخدع هذا الإنسان أن هذا القتل هو تقرب لترضى عنه تلك الآلهة (الحجارة الصماء) !
لكن فوق كل هذا الألمِ ألمٌ مضاعفٌ بأضعاف لا حدود لها، وهو أن هذا كان ضلالا وخلطا للدين وخروجا عن ملة إبراهيم.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
إذا قرأت قوله تعالى {وكذلك زين لكثير من المشركين قتلَ أولادهم شركاؤهم، ليُرْدوهم وليلبسوا عليهم دينهم}
ومعنى يردوهم: يهلكوهم، وتلبيس الدين: خلطه عليهم..
فاعلم أن من معطيات الآية أنه قد وقع المشركون تحت تزيين الشيطان إلى أن يقتلوا أولادهم تقربا لآلهتهم..!
وهذا ألم هو من أعمق وأشد، وأقسى وأحدّ، ما يتعرض له الإنسان؛ أن يقتل ولده، ويكون قتله أمامه وبمرأى منه..
ثم يُخدع هذا الإنسان أن هذا القتل هو تقرب لترضى عنه تلك الآلهة (الحجارة الصماء) !
لكن فوق كل هذا الألمِ ألمٌ مضاعفٌ بأضعاف لا حدود لها، وهو أن هذا كان ضلالا وخلطا للدين وخروجا عن ملة إبراهيم.
هنا تعلم أهمية الدعوة وبيان الحق وبلاغ الرسالة الهادية والراشدة.. لأنه بعيدا عن الرسالة والعلم فإن الألم لا يعني إفاقة الإنسان؛ بل قد يبلغ المخدوع من الحمق أن يعرّض نفسه لأعظم الآلام في الدنيا مهيئا نفسه في الوقت نفسه لأعظم الآلام أيضا في الآخرة..!
فليس كل ألم يستلزم الإفاقة، فكم من أحمق يتألم ليل نهار ثم يذهب إلى حضن قاتله، ويحتمي بركن سارقه، ويستظل بالشمس، ويطلب الماء في البيداء..!
إن البعد عن الرسالة والهداية يخرج شخصيات حمقاء لا يفيدها الألم تذكّرا ، ولا تفيدها المواجع هداية أو اتعاظا..
لا بد من بيان الحق وحمل لوائه وبذله للخلق دائما حتى إذا تألموا فتذكروا أو توجعوا فاتعظوا وجدوا طريقا مبذولا وواضحا للعودة..