رعاية عمر بن عبد العزيز لطلبة العلم وإنفاقه على الذمي
اهتم عمر بن عبد العزيز بطلاب العلم، وأيضاً بالإنفاق على من كبر سنه من أهل الذمة.
عمر بن عبدالعزيز يرعي طلبة العلم الشرعي:
اهتم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه برعاية طلاب العلم الشرعي وكفالتهم فعن يعقوب بن سفيان قال: قلت ليزيد بن عبد ربه: حدثكم بقية، عن ابن أبي مريم، قال: كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى والي حمص " انظر إلى القوم الذين نصبوا أنفسهم للفقه، وحبسوها في المسجد عن طلب الدنيا، فأعط كل رجل منهم مائة دينار يستعينون بها على ما هم عليه من بيت مال المسلمين، حين يأتيك كتابي هذا، وإن خير الخير أعجله، والسلام عليكم".
وهكذا يتحقق الاستقرار النفسي والمادي لطالب العلم، فيستطيع بذلك أن يتفرغ كلية لطلب العلم دون أن يحمل هم المعيشة ومؤنتها، ومن ثم يطلق كافة طاقاته الفكرية في التحصيل والإبداع، مما يعود في النهاية على نفسه وعلى الأمة الإسلامية بالنفع والرفعة وعلو الشأن، وهذه فطنة عالية وبعد نظر ثاقب من أمير المؤمنين.
في الإنفاق على الذمي إذا كبر ولم يكن له مال:
اهتم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه برعاية كل نفس ضعيفة لا تقدر على كفالة نفسها وتعيش على أرض الإسلام من الذميين، فقد روى ابن سعد: قال عمر بن بهرام الصرّاف: قُرئ كتاب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه علينا:
"بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عدي بن أرطأة ومن قبله من المسلمين والمؤمنين سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فانظر أهل الذمة فأرفق بهم، وإذا كبر الرجل منهم وليس له مال فأنفق عليه، فإن كان له حميم فمر حميمه ينفق عليه" .
وهكذا تتجلى رحمة ورأفة أمير المؤمنين والتي قد يجعلها الله سبب في إسلام الذمي المكفول من المسلمين.
الهيثم زعفان
كاتب وباحث متخصص في القضايا الاجتماعية والاستراتيجية؛ رئيس مركز الاستقامة للدراسات الاستراتيجية، جمهورية مصر العربية.
- التصنيف: