يالله عليك يا طاغية ليبيا !
ممدوح إسماعيل
انطلقت ثورة ليبيا بعد أربعين عاماً من الظلم بفضل الله سبحانه
وتعالى، وشاهد العالم الأسلوب اللا إنساني واللا أخلاقي الذي يواجه
القذافي به شعبه الأعزل في مظاهراته السلمية..
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
منذ ثورة 17 فبراير والشعب الليبي المسلم يواجه مؤامرات وعدوان أسوأ
وأخس طاغية في العصر الحديث، المدعو القذافي.
فقد انطلقت ثورة ليبيا بعد أربعين عاماً من الظلم بفضل الله سبحانه
وتعالى، وشاهد العالم الأسلوب اللا إنساني واللا أخلاقي الذي يواجه
القذافي به شعبه الأعزل في مظاهراته السلمية.
فقد أولغ الطاغية القذافي في دماء الشعب الليبي المسلم وشاهد العالم
أعداد الشهداء والجرحى واللافت للنظر أن أوروبا التي تدعي الحرص على
حقوق الإنسان وقفت في البداية تتفرج، وتشاهد ما يحدث كأنها مباراة في
الكرة أو التنس، ثم مع زيادة استفزاز ممارسات القذافي الدموية وانضمام
قادة في الشعب الليبي من عسكر وسياسيين إلى الثورة بدأ ميزان القوى
يتغير وبدأ الغرب يدلي بتصريحات مؤيدة للثورة ولكن بتريث.
وفي ذات الوقت توالت تصريحات علماء الإسلام المؤيدة للثورة ولكن بدون
عمل حقيقي داعم والجامعة العربية كعادتها تشجب وتستنكر لكن مع قذارة
دموية القذافي وتوقف تصدير النفط، ومع وجود السلاح في أيدي الثوار
الذين يُهللون بالتكبير وتنشر صورهم وهم يصلون، بدأ الغرب يقلق ويتحدث
عن صوملة ليبيا ثم دخل المياه الليبية بأساطيله بعد أن سقط آلاف
الشهداء في مذابح دموية يندى لها جبين الإنسانية.
ومع مرور الوقت لم يستطع القذافي حسم معاركه مع ثوار لايملكون إلا
إيمانهم بعدالة مطالبهم وهو الطاغية الذي يملك المال والسلاح
والمرتزقة ويشتري سكوت دول العالم، وكان الأقذر هو وجود قوات سورية
تساعده وتدعمه في حربه الدموية ضد شعبه في تواطؤ مريب.
أما مجلس الأمن فهو يفكر، ويدرس، ويتغافل عن وصول الدعم والإمدادات
العسكرية حتى يحسم القذافي المذابح لكن مع مرور الوقت ودناءة قوات
القذافي الدموية في عدوانها على الشعب الليبى قرر مجلس الأمن مؤخراً
الحظر الجوي، وهو قرار له سلبياته الخفية والحقيقة التي ينبغي أن
يعيها كل عربي ومسلم هي أن لايعول مطلقاً على الغرب فهو يفكر في ماذا
سيكسب من ليبيا، وما هو الضرر من وصول أي ليبي وطني مسلم حر إلى قيادة
ليبيا، ويفكر في تطويع القيادة الجديدة في ليبيا للتبعية الأمريكية
والغربية.
والآن صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل، بل والله بكاء الرجال في ليبيا
يهتف بكل مسلم وعربي في العالم الإسلامي: أين أنتم يا مسلمين؟ لماذا
أنتم صامتون والحدود مفتوحة والشعب الليبي يقتل وُيذّبح؟ والله إنَّ
الله لسائلكم عن هذا الموقف يوم القيامة.
فما يفعله كلاب القذافي يفوق ما فعله شارون بالفلسطينيين ومع ذلك
النصرة ضعيفة، والليبيون كأنهم تركوا وحدهم يواجهون مصيرهم أمام طاغية
مجرم لا يعرف الله، ولا يعرف الرحمة، ولا يعرف أخلاقاً، ولا يعرف
قيماً ولامبادىء، ولا يعرف أي ملة في الأرض.
الموقف عصيب في ليبيا فوالله لو أن ما يحدث في ليبيا حدث لشعب مسيحي
أو بوذي حتى لتحرك العالم وتحرك نصارى العالم لنصرتهم ولكن ما الحل؟
والغرب يخشى ظهور قوى وطنية في الحكم كما يخشاها في مصر، ولا يريد
شرفاء في الحكم بل يريد عملاء، فالغرب ظل يدعم الطغاة في مصر وتونس
واليمن وليبيا رغم قمة طغيانهم وفسادهم وظلمهم، وظل يدوس على كل
مبادىء العدالة والحرية والإنسانية من أجل مصلحته، والآن أيضاً لايفكر
في الإنسانية بل يفكر في مصلحته، فالغرب متعمداً ترك الطرفين - الثوار
أمام كلاب القذافي - حتى يتم إنهاك الطرفين ويخرج أحدهما من المعركة
وهو متعب ضعيف والبلد منهارة وتتساقط فيسهل على الغرب التأثير عليه
لمصلحته.
ونحن العرب المسلمون وجب علينا أن نفكر ونعمل من أجل مصلحتنا، ولا
تنسينا مشاكلنا الإقليمية الإهتمام بدعم إخواننا المسلمين في ليبيا
فما يحدث الآن حتى وقت كتابة هذة السطور في ليبيا والله إنَّه لكبير
عند الله أن تسفك الدماء المسلمة بتلك الهمجية والوحشية وسط صحاري
الصمت العربي والإسلامي.
والله إنَّ العين لتدمع، وإنَّ القلب ليحزن على ما يحدث لإخواننا في
ليبيا تحت سمع وبصر العالم كله شرقه وغربه وخاصة عربه الذي منهم من
يساعد الطاغية.
فالله الله في إخواننا في ليبيا ولا ننسى أيضاً إخواننا في سوريا
القادمين على طريق الحرية فطاغية سوريا يدعم طاغية ليبيا والله قاهر
الاثنين بقدرته سبحانه.
يالله يا قاصم الجبابرة اقصم ظهر طاغية ليبيا، وخذه أخذ عزيز مقتدر،
وانصر عبادك المستضعفين في ليبيا، ووفق المسلمين لكل عمل صالح ينصرون
به إخوانهم في ليبيا، ولا تخذلنا بذنوبنا.
ممدوح إسماعيل محام وكاتب
عضو مجلس النقابة العامة للمحامين
مقرر اللجنة العامة لحقوق الإنسان
[email protected]