الادعاء بأن الدعوة اليمانية (المهدية ) مؤيدة بالملكوت:

منذ 2017-04-20

يهرول المهديون وراء كل دليل يوطد لدعوتهم ويمَّكن لها بين الأوساط الشيعية المختلفة، ومن بينها أن دعوة اليماني مؤيدة بالملكوت، وهذا الملكوت يقوم على الإخبار بالغيب، فاليماني يزعم أنه عنده من الغيب الذي أطلعه الله عليه وطريق هذا الملكوت يكون بأمور، أبرزها: الرؤيا أو الاستخارة، ويُعرَّف الملكوت بأنه: "السعي لمعرفة ما ادخره الله سبحانه لعباده في الآجل من نعيم المعرفة والقرب من محل مقدسه سبحانه، والنظر إلى الملكوت هو من يعرف العبد بمآله الذي هو صائر إليه، وهو الذي يكشف له حقيقة هذا العالم كونه عالم امتحان، ودار قلعة ودار ممر"

الادعاء بأن الدعوة اليمانية (المهدية ) مؤيدة بالملكوت:
يهرول المهديون وراء كل دليل يوطد لدعوتهم ويمَّكن لها بين الأوساط الشيعية المختلفة، ومن بينها أن دعوة اليماني مؤيدة بالملكوت، وهذا الملكوت يقوم على الإخبار بالغيب، فاليماني يزعم أنه عنده من الغيب الذي أطلعه الله عليه وطريق هذا الملكوت يكون بأمور، أبرزها: الرؤيا أو الاستخارة،  ويُعرَّف الملكوت بأنه: "السعي لمعرفة ما ادخره الله سبحانه لعباده في الآجل من نعيم المعرفة والقرب من محل مقدسه سبحانه، والنظر إلى الملكوت هو من يعرف العبد بمآله الذي هو صائر إليه، وهو الذي يكشف له حقيقة هذا العالم كونه عالم امتحان، ودار قلعة ودار ممر"[1].
والطريق الأول لإثبات الملكوت: الرؤيا في المنام:
نورد أولاً كلاماً لليماني عن الرؤي، وفيه:"ولا يوجد مانع أن يصل بعض المؤمنين المخلصين في عبادتهم لله سبحانه إلى مقام النبوة، ويمكن أن يوحي لهم الله بهذا الطريق-الرؤيا- فيطلعهم الله على بعض الحق والغيب بفضل منه  سبحانه وتعالى ، والمؤكد أن الأئمة ‡ قد وصلوا إلى
مقام النبوة، وكان الحق والغيب يصلهم بالرؤيا والكشف"[2].
فاليماني في كلامه يعلن أن بعض المؤمنين قد يصل بعبادته إلى مرتبة الأنبياء ‡، وهذا ولا شك ضرب من الدجل والهوس، ولم يقل بهذا إلا دجال أو مهووس، ومن يقل بهذا سواء اليماني أو غيره من الشِّيَعة فؤلاء أناس بالت الشياطين في آذانهم، وطبع الله على قلوبهم؛ لأنه النبوة اصطفاء واختيار وقد ختمت النبوة برسول الله  صلى الله عليه وسلم  فمن ادعي النبوة أو زعم أنه قد يصل إلى مقام الأنبياء ‡ فهو أفاك وكذاب، واليماني يريد أن يقول هذا الكلام عن نفسه كما قاله غيره من الشِّيَعة الذين رفعوا أئمتهم لمثل هذا المقام.
واعتمد اليماني في إثبات هذا باعتبار أن الرؤيا جزء من النبوة فمن رأى رؤيا في منامه فقد حصل شيئاً من النبوة، سواء رآها أو رؤيت له، ودليله:" عن سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: «كشف رسول الله الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر، فقال: أيها الناس! إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أوتُرى له، ...»[3]، ولا عجب فهذا شأن اليماني في الاستدلال أن يسقط الدليل على نفسه.
ويؤكد اليماني دعوته بأنه رأى الإمام المهدي-محمد بن الحسن العسكري-، فقد ذكر في حديثه عن نفسه ومن خلال الموقع الرسمي-المَهْدِيُّون-يقول: "إنه كان نائماً في إحدى المرات وأتاه الإمام المهدي عليه السلام في منامه وقال له: أنت إمام ومن أبنائي وأنت الإمام المهدي الثاني"،  ويرى اليماني أن هذا من الأدلة التى تصدق دعواه، "وهذه العلامة الإلهية- أعني الرؤيا الصادقة بالمعصومين – في دلالتهاعلى صاحب الأمر والقائم به قد تجلت بأوضح صورها آيةً تدل على داعي الحق اليوم السيد أحمد الحسن وأمام الجميع مئات الرؤىا الصادقة بالمعصومين صلوات الله عليهم وهي ترشد المؤمن إلى داعي الحق أحمد"[4]، فإذا كان أحمد الحسن رأى الإمام بل رأى الأئمة، فكذلك الأتباع وغير الأتباع رأوا رؤى كثيرة تخبرهم بإمامته-على حد زعمهم-حيث جاء عن الأتباع قوله:"ومن الأدلة على صدق رسالة السيد أحمد الحسن الاخبارات الغيبية وقد حصلت ورأى الكثير من المؤمنين مكاشفات بالأئمة الأطهار وأكدوا لهم بأن السيد أحمد الحسن على حق، وأنه رسول للإمام المهدي، وأما الرؤيا فقد حصلت لعشرات المؤمنين وشاهدوا الإمام المهدي أو أحد الأئمة الأطهار أو فاطمة الزهراء في المنام وهم يؤكدون أن السيد أحمد الحسن مرسل من الإمام المهدي وعلى الناس نصرته"[5].
وبالمثال يتضح الكلام، فقد أجاب اليماني على أسئلة البعض، والسؤال يقول: "أحب تفسرون لي هذه الرؤيا: سمعت صوتاً في عالم الرؤيا من الإمام المهدي يخاطبني ويقول لي: إن الوصي مشغول بمحاربة المشركين والكفار وليس لديه وقت الآن يأتي إليك، فكان الجواب من اللجنة العلمية لأنصار اليماني: نعم أخي، فالسيد أحمد الحسن وصي الإمام المهدي فعلاً مشغول
بقتال  الكفار والمشركين وفضحهم وكشف أقنعتهم، فلا بد أن نكون له عوناً على ذلك"[6].
وقد لخص الإمام ابن عاشور القول في مسألة الرؤى والإلهامات، فقال: "وليس الإلهام بحجة في الدين لأن غير المعصوم لا يوثق بصحة خواطره إذ ليس معصوماً من وسوسة الشيطان"[7].
وعليه فلو سلمنا بكثرة الرؤي فليس من الممكن أن تُبنى دعوةٌ على حلم أو رؤيا أو إلهام يراها أحد أو تُرى له، أليس ما ادعاه اليماني من السفسطة؟
والطريق الثاني: الاستخارات:
وهذا أحد الطريقين اللَّذَّيْن استدل بهما المهديون على أمور غيبية، وهو الاستخارات، فهي من طرق معرفة الغيب كما يزعمون، مستدلين بهذا النص، وفيه: (عن أبي عبدالله  عليه السلام صل
ركعتين واستخر الله، فوالله ما استخار الله مسلم إلا خار له ألبتة)[8].
وهذا ليس بغريب ولا ببعيد على المهديين أن يأتوا بدليل شيعي وينسبونه لتكثير الأدلة على الدعوة اليمانية، فالدليل السابق يتحدث عن الاستخارة وأن المؤمن إذا استخار الله خار الله له، بغض النظر عن صحة الرواية أو عدمها، لكن ما الدليل على أنها تتكلم عن اليماني أو تقصده.
فهذا الدليل وغيره مما لا يصلح عند الغير، لكن دأب المهديون على رفض نقد الآخر وتجهيلهم، فجاء رد أنصار اليماني على المشككين لهم: "هل سمعتم أننا نأخذ أحكامنا الشرعية بالاستخارة ! كل ما قلناه هوأنها طريق يمكن من خلاله التعرف على مصداق إمام الحق وهو
كماعرضنا لكم ذاته منهج أهل البيت، ولكن الرافضين كشفواعن جهلهم بسيرتهم"[9]، وهذا هو منهجهم مع كل من خالفهم التسفيه.

----------------------------------- 

[1] بين يدي الصيحة، قراءة في الأحلام منهجاً وعلماً، الأستاذ زكي الأنصاري، ص6، ط1/1432ه = 2011م، إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام ، العدد (130).
[2] النبوة الخاتمة، نبوة محمد، السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي، ص23، ط3/ 1433ه = 2012م، إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام ، وملحق به: كتاب الجهاد باب الجنة، وكتاب التيه أو الطريق إلى الله، وكتاب حاكمية الله لا حاكمية الناس.
[3] أبو الحسين مسلم بن حجاج القشيري النيسابوري، (206ه-261هـ)، صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، ص248، حديث رقم(207)، ط1/1419ه = 1998م، دار المغني، الرياض-المملكة العربية السعودية.
[4] المعترضون على خلفاء الله، الشيخ علاء السالم، ص45(مرجع سابق).
[5] البلاغ المبين، الرؤيا حجة، الجزء الثاني، الحلقة الأولى، إعداد السيد أبو منتظر الصافي، أحمد حطاب الكربلائي، ص5، إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام ، العدد(11).
[6] الجواب المنير عبر الأثير، أجوبة السيد أحمد الحسن على الأسئلة الواردة عبر الإنترنت، سؤال رقم 298، ص474و475(مرجع سابق).
[7] تفسير التحرير والتنوير، تأليف: الإمام الشيخ محمد بن الطاهر بن عاشور، ج25/143، تاريخ الطبعة: 1984م، بدون رقم، الدار التونسية للنشر.
[8] وسائل الشِّيَعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، كتاب الصلاة، باب صلاة الاستخارة، محمد بن الحسن الحر العاملي، تحقيق: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ج8/63، ط2/1414ه، نشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قُم-إيران.
[9] البينات على أحقية الوصي أحمد الحسن، الشيخ علاء السالم، ص75، ط1/1432ه = 2011م، إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام ، العدد(129).

 

  • 1
  • 0
  • 3,806

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً