مع القرآن - أهل النار ينظرون إليها نظرتهم الأولى

منذ 2017-04-28

ها هم أهل النار ينظرون إليها نظرتهم الأولى و في يقينهم أنها ما أعدت إلا لهم و لا مفر منها إلى أي سبيل . اللهم نجنا من عذابك يوم تبعث عبادك { وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا } [الكهف 53] .

بعد العناد و العلو و الاستكبار عن قبول الحق و الاستكبار على الخلق , وبعد الإعراض و الغفلة و التكاسل و التسويف في العودة إلى الله .
 ها هم أهل النار ينظرون إليها نظرتهم الأولى و في يقينهم أنها ما أعدت إلا لهم و لا مفر منها إلى أي سبيل .
اللهم نجنا من عذابك يوم تبعث عبادك 
{ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا } [الكهف 53] .
قال ابن كثير في تفسيره :
وقوله : { ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا}  أي : إنهم لما عاينوا جهنم حين جيء  بها تقاد بسبعين ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك ، فإذا رأى المجرمون النار ، تحققوا لا محالة أنهم مواقعوها ؛ ليكون ذلك من باب تعجيل الهم والحزن لهم ، فإن توقع العذاب والخوف منه قبل وقوعه ، عذاب ناجز .
{ ولم يجدوا عنها مصرفا } أي : ليس لهم طريق يعدل بهم عنها ولا بد لهم منها .
قال السعدي في تفسيره :
أي: لما كان يوم القيامة وحصل من الحساب ما حصل، وتميز كل فريق من الخلق بأعمالهم، وحقت كلمة العذاب على المجرمين، فرأوا جهنم قبل دخولها، فانزعجوا واشتد قلقهم لظنهم أنهم مواقعوها، وهذا الظن قال المفسرون: إنه بمعنى اليقين، فأيقنوا أنهم داخلوها { وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا } أي: معدلا يعدلون إليه، ولا شافع لهم من دون إذنه، وفي هذا من التخويف والترهيب، ما ترعد له الأفئدة والقلوب.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 2,573
المقال السابق
و يوم يقول نادوا شركائي
المقال التالي
ما ترك القرآن من مثل

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً