مع القرآن - هل تنتظر الهلاك؟

منذ 2017-04-28

هل ينتظر هؤلاء أن ينتهي الإمهال و تأتيهم العقوبة كما حلت على المعاندين المستكبرين من قبلهم , و قد تكررت سنة الله في الأولين من الأمم السابقة . { وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا } [الكهف 55] .

ما منع كل معاند مستكبر عن الحق من الإذعان لأمر الله إلا الغرور بإمهال الله له , فلا هو آمن و لا تابع و رجع و آب بعد طول عناد و بعاد .
هل ينتظر هؤلاء أن ينتهي الإمهال و تأتيهم العقوبة كما حلت على المعاندين المستكبرين من قبلهم , و قد تكررت سنة الله في الأولين من الأمم السابقة .
{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا } [الكهف 55] .

قال السعدي في تفسيره :

أي: ما منع الناس من الإيمان، والحال أن الهدى الذي يحصل به الفرق، بين الهدى والضلال، والحق والباطل، قد وصل إليهم، وقامت عليهم حجة الله، فلم يمنعهم عدم البيان، بل منعهم الظلم والعدوان، عن الإيمان، فلم يبق إلا أن تأتيهم سنة الله، وعادته في الأولين من أنهم إذا لم يؤمنوا، عوجلوا بالعذاب، أو يرون العذاب قد أقبل عليهم، ورأوه مقابلة ومعاينة، أي: فليخافوا من ذلك، وليتوبوا من كفرهم، قبل أن يكون العذاب الذي لا مرد له.
وفي تفسير ابن كثير توضيح و بيان لمعنى الآية :
يخبر تعالى عن تمرد الكفرة في قديم الزمان وحديثه ، وتكذيبهم بالحق البين الظاهر مع ما يشاهدون من الآيات [ والآثار ] والدلالات الواضحات ، وأنه ما منعهم من اتباع ذلك إلا طلبهم أن يشاهدوا العذاب الذي وعدوا به عيانا ، كما قال أولئك لنبيهم : { فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين } [ الشعراء : 187 ] ، وآخرون قالوا : { ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين } [ العنكبوت : 29 ] ، وقالت قريش : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } [ الأنفال : 32 ] ، { وقالوا ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين } [ الحجر : 7 ، 6 ] إلى غير ذلك  من الآيات الدالة على ذلك  .
ثم قال : { إلا أن تأتيهم سنة الأولين} من غشيانهم بالعذاب وأخذهم عن آخرهم ، { أو يأتيهم العذاب قبلا }أي : يرونه عيانا مواجهة ومقابلة.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 1,443
المقال السابق
ما ترك القرآن من مثل
المقال التالي
الرسل مبشرون لا مجادلون

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً