مسائل متعلقة بالرجعة اليمانية 1
أحمد علوان
يرى المهديون أن الرجعة ليست قاصرة فقط على الإمام المهدي، ولا على الأئمة الاثني عشر، بل للأنبياء أيضاً، فاليماني يرى أن الرجعة ستعلن الانتصار للأنبياء والقصاص ممن كذبهم
- التصنيفات: مقارنة الأديان -
مسائل متعلقة بالرجعة اليمانية:
أولها: الرجعة ينتصر الله فيها لرسله :
يرى المهديون أن الرجعة ليست قاصرة فقط على الإمام المهدي، ولا على الأئمة الاثني عشر، بل للأنبياء أيضاً، فاليماني يرى أن الرجعة ستعلن الانتصار للأنبياء والقصاص ممن كذبهم، حيث يقول:"وهذا الانتصار لهم يكون في مواضع ثلاثة، هي:القيامة الصغرى، والرجعة، والقيامة الكبرى، أو الوقعات الإلهية الثلاث وأولها القيامة الصغرى وهي قيام قائم آل محمد وبعثه للناس " [1].
واتفقوا في ذلك مع الشِّيَعة الاثني عشرية، حيث يقولون برجعة النبي الخاتم، وسائر الأنبياء، والأئمة المعصومون[2].
ثانيها: في الرجعة تتحقق المعرفة العالية وهي غاية الخلق:
يقول اليماني إن الغاية من الخلق هي المعرفة، وهذه الغاية وتلك المعرفة ستتحقق في الرجعة، وهذا يتضح من خلال تفسيره لآيات القرآن الكريم، فقال في قول الله تعالى: "الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ[الذاريات: 11]، أي يعرفون، وهذه المعرفة العالية والتي تمثل الغرض من الخلق تتحق في الأولى وهي السماء الأولى )سماء الرجعة(، وقبلها هي )سماء الذر(، وبدايتها أي )بداية الأولى( في ظهور الإمام المهدي، حيث تبدأ مرحلة الأولى ومقدمات تمهيد لعالم الرجعة"[3].
ثالثها: مكان وقوع الرجعة:
إن الرجعة عند اليماني عالم آخر، فباعتبارها كذلك، فهي تتضمن أموراً أخرى لا يستطيع غير اليماني وأنصاره أن يعووها ويفهموها، فقد سبق لليماني تعريفه للرجعة بما خالف فيه الشِّيَعة، ومن الجديد في فكر اليماني أنه أخبر بمكان حدوث الرجعة، وجعل يفسر السماوات السبع والسماء الأولى، وجاء تفسيره للسماء الأولى من الغرابة بمكان، حيث يقول في تفسير قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ[المؤمنون:17]، السبع طرائق هي: (السماوات السبع) من السماء الأولى إلى السماء السابعة، وليست السماء الدنيا الجسمانية منها؛ لأنها ليست فوقنا بل نحن فيها، فهي محيطة بنا وهي تحتنا وفوقنا وعن كل جهات الأرض... ثم قال: وهذا يعني أن السماوات إذا عدت بهذا التفصيل تكون ثمانياً[4]، وليست سبعاً، وإنما لم تعد الدنيا الجسمانية؛ لأنها جزء من السماء الدنيا بما فيها من سماء أولى وسماء جسمانية، فإذا ذكرت الأولى أو الدنيا فهي من ضمنها؛ لأنها جزء منها أو تابعة لها، والسماء الجسمانية مرة تعد هي الأرض، ومرة تعد هي السماء الدنيا؛ لأنها الجانب المرئي منها، وفي السماء الجسمانية الأرض بل كل الأرضين السبع"[5].
وبعد تفصيل وتوضيح اليماني للسماء الدنيا والجسمانية من وجهة نظره، نستطيع أن نفهم أين سيكون موقع الرجعة، والذي يخبرنا به اليماني أيضاً، فيقول: "أرجو الانتباه إلى أن الرجعة تكون في السماء الدنيا؛ لأن السماء الدنيا تنقسم إلى السماء الجسمانية والسماء الأولى، والرجعة تكون في السماء الأولى"[6].
يتضح من خلال كلام اليماني أن الرجعة ستقع في السماء الدنيا، وهي تنقسم إلى: السماء الجسمانية والسماء الأولى، وتكون الرجعة في السماء الأولى التي هي من السماء الدنيا، فهي من باب إطلاق العام على الخاص، كما أن السماء الجسمانية تعد أحياناً الأرض، وأحياناً السماء الدنيا، وبما أن السماء الأولى من السماء الدنيا فيجوز إطلاق السماء الدنيا على الأولى، وهكذا في حسابات اليماني التي توصل إليها، والتي لم يستطع أن يصل إليها أحد من الشِّيَعة والسنة على حد قوله.
اتضح من كلام اليماني أن السماء الدنيا، عبارة عن الأولى والجسمانية، وبما أن الأولى فيها الأرض، حيث الجسمانية يعبر عنها بأنها الأرض أحياناً، إذاً نستطيع تحديد مكان الرجعة بأنها ستكون في الأرض، فقد قال: "إن للأرض تجليات في كل السماء الدنيا تمتد إلى السماء الأولى التي ستكون فيها الرجعة، فالرجعة أيضاً في الأرض وإن كانت في تجلي آخر للأرض غير هذا الذي نعيش فيه في هذا العالم الجسماني"[7].
[1] الجواب المنير عبر الأثير، سؤال رقم531، ص32.
[2] أصول مذهب الشِّيَعة الإِمَامِيَّة الاثني عشرية،ص913.
[3] المتشابهات، السؤال رقم 171، ص267و268.
[4] ويُرَدُ عليه: بأن السموات سبعاً وليست ثمانياً
[5] راجع: المتشابهات، السؤال رقم175، ص280و281بتصرف.
[6] الرجعة ثالث أيام الله الكبرى، ص24.
[7] المرجع نفسه، ص26.