التقية عند المهديين
أحمد علوان
إن التقية عند المهديين الشِّيَعة، لا تختلف عن الشِّيَعة، فالمهديون يعرفونها في كتبهم بأنها: "تجنب الضرر المادي. والحيوانات تتجنب الضرر عادةً فضلا عن الإنسان، وعادةً معظم بني آدم عن الحق إلى الباطل إذا كانت متابعة الحق تسبب لهم ضرراً اقتصادياً أو بدنياً ولو كان يسيراً، وهذه مسيرة الإنسانية بين يديك في كتب التاريخ تصفّحها ستجد أن قلّة هم الذين تحملوا تلف أموالهم وأنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الحق" .
- التصنيفات: مقارنة الأديان -
التقية عند المهديين:
إن التقية عند المهديين الشِّيَعة، لا تختلف عن الشِّيَعة، فالمهديون يعرفونها في كتبهم بأنها: "تجنب الضرر المادي. والحيوانات تتجنب الضرر عادةً فضلا عن الإنسان، وعادةً معظم بني آدم عن الحق إلى الباطل إذا كانت متابعة الحق تسبب لهم ضرراً اقتصادياً أو بدنياً ولو كان يسيراً، وهذه مسيرة الإنسانية بين يديك في كتب التاريخ تصفّحها ستجد أن قلّة هم الذين تحملوا تلف أموالهم وأنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الحق" .
فالتقية عند الشِّيَعة واجب من الواجبات لا ينبغي لأحد من الشِّيَعة أن يتخلى عنها، ولا يجوز له تركها، والذي يترك التقية كمن يترك الصلاة، وواجب العمل بها حتى يخرج قائمهم، ومن لا يعمل بها فهو محكوم عليه الخروج عن الإسلام، وعليه فأهل السنة قاطبة خرجوا عن الإسلام ومخالفين لمنهج الله وهدي رسوله من خلال نصب الصكوك الشيعية التي نصبوها لغيرهم، ويكتمل هذا الفكر وتلك المنهج عند المهديين حيث التقية هي ضرورية، ليتجنب الإنسان أي ضرر من المحتمل أن يقع عليه إن تخلى عن التقية، سواء كان هذا الضرر اقتصادي أو بدني.
ويواصل المهديون عدائهم لأهل السنة كما زرع الشِّيَعة ذلك في نفوس شيعتهم، فالناس في نظرهم فرقتان:
الأولى: "فرقة صامتة وموافقة أو مداهنة للطواغيت الذين يحكمون البلاد الإسلامية، مع أنّهم يحكمون بالقوّة الغاشمة ويستخفون بالشريعة والقرآن وجميع النواميس الإلهية ويحكون بغير ما أنزل الله ويستحلون دماء المؤمنين، فضلا عن اغتصابهم قيادة الأمة من المعصومين. وهذه الفرقة هي معظم أهل السنّة، إذاً فهؤلاء يمارسون التقية وبشكل مفرط" .
فأهل السنة في نظر المهديين والشِّيَعة مداهنون للطواغيت الذين يحكمون بلاد الإسلام، وحيث إنهم لا يستطيعون الخروج على الحكام ولا مخالفة حكمهم، فهم بذلك-أهل السنة- يمارسون التقية وبإفراط.
الثانية: "فهم الذين رفضوا حكم الطواغيت ولم يقبلوا تسلطهم على الحكم واستيلائهم على دفّة القيادة، ورفضوا حكمهم بغير ما أنزل الله وإفسادهم في الأرض، حىت سماهم الناس رافضة وهذا الاسم فخر لهم ووسام شرف يميزهم، وهم معظم الشِّيَعة، واستشهد اليماني على التقية في القرآن بمؤمن آل فرعون حيث قال: وهذه هي التقية في القرآن في سورة غافر، رجل
مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه عن فرعون تقية" .
هكذا يرى المهديون والشِّيَعة أنفسهم بأنهم لا يقبلون حكم الطواغيت، ويرفضون الحكم بغير ما أنزل الله، وأنهم الثلة المؤمنة التي تمثل دين الله في أرضه، وأنهم على الحق وغيرهم على الباطل، أما عن استشهاد اليماني بمؤمن آل فرعون فتلك تقية من الكفار وليس غيرهم، وهي جائزة حال الضرورة، وأكد ذلك صاحب (أصول مذهب الشِّيَعة الإِمَامِيَّة الاثني عشرية) حيث قال: "والتقية رخصة في حالة الاضطرار، ولذلك استثناها الله من مبدأ النهي عن موالاة الكفار فقال سبحانه: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } [آل عمران:28]" .