كاميليا : مصرية تريد حلاً
خالد الشافعي
كل ما تريده منك أن تكون موجوداً يوم التاسع عشر من إبريل أمام المجلس
العسكري ، ليس مطلوباً منك أن تخالف قانون البلد ولا أن تعكر صفو
النهار الوليد ولا أن تستفز شركاء الوطن
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أيها المصريون ، هنيئاً لكم فجر الحرية ونسائمها ، هنيئاً كرامتنا التي عادت ، وإنسانيتنا التي وجدناها ، هنيئاً لكل أسرة اجتمع شملها ، ولكل عائلة عاد غائبها ، هنيئاً لكم ، أما نحن فلم يعد غائبنا بعد ، ولم يلتئم شملنا إلى الآن ، ولم نشعر بطعم الفرح إلى اليوم ، ذلك أن امرأة مصرية من بنات هذا الوطن ما زال مصيرها مجهولاً وما زالت محنتها قائمة ، ومازالت جريرتها أنها اختارت ما اختار الثوار الذين نتغنى بما فعلوه ، جريرة كاميليا أنها أرادت أن تكون حرة ، ذهبت إلى الأزهر الشريف وأرادت أن تعلن إسلامها لأنها حرة أن تعتقد ما تراه حقاً فلما ذهبت هناك ردوها ، ثم أسلموها إلى الكنيسة ، ومن ساعتها تعيش كاميليا المصرية - أو ربما ماتت - تعيش ونعيش وينبغي أن يعيش كل حر في هذا الوطن محنة تفسد علينا فرحتنا بفجر الحرية ، ذلك أن مظلوماً واحداً خلف أي سور هو منقصة في جبين الحرية ، نعم إن مظلوماً واحداً حقيق أن يفسد فرحتنا لأن أبجديات الحرية أن قيمة كل فرد في هذا الوطن أغلى من أي شيء وفوق كل اعتبار ، ثم إن حرية المظلوم بالنسبة له وبالنسبة لأحبابه هي الدنيا وما فيها .
أيها المصري إن من الأنانية القاتلة أن تستمتع بحريتك وبريء واحد غيرك يئن في قيده ، أيها المصري الشريف نحن لسنا دعاة فتنة ولا طلاب فوضى ولا تربطنا بكاميليا قرابة ولا مصاهرة ، لكننا تبنينا القضية لأننا نمقت الظلم ونعرف عواقبه فلما قامت الثورة المباركة زاد فينا الأمل ، وترسخ لدينا الإحساس بالمسئولية ، ورأينا أن من حق كل مصري ومصرية في هذا الوطن أن ينعم بحياة حرة كريمة ونحن نؤكد أنه لو كانت كاميليا امرأة مسيحية لسعينا في تخليصها من الظلم ولقمنا ندافع عن قضيتها كمواطنة مصرية لها الحق في ألا تسجن ظلماً أو عدواناً
فقط أريدك أن تتخيل لو أنك كنت أنت من يقبع خلف قضبان كئيبة ، وتمر عليك الساعات والأيام وأنت حبيس الزنزانة ، هذا مع أنك لم تطلب إلا ما يطلبه شرفاء الثورة أن تكون حراً فيما تختار وتقرر
خلف زنزانة كئيبة في قبو تحت الأرض أو غرفة باردة ، تقبع امرأة مصرية كل جريرتها أنها اختارت عن اقتناع كامل وإرادة حرة أن تكون مسلمة ، وهى لا تريد منك أيها المصري الشريف إلا ما تريده لنفسك
كل ما تريده منك أن تكون موجوداً يوم التاسع عشر من إبريل أمام المجلس العسكري ، ليس مطلوباً منك أن تخالف قانون البلد ولا أن تعكر صفو النهار الوليد ولا أن تستفز شركاء الوطن ، كاميليا لا تريد منك شيئاً من هذا ولا نحن نريده منك ، إنما نريد منك فقط وتريد كاميليا منك أن تأتى لتساندها وتدعم موقفها وتثبت أن الأحرار الجدد لن يسمحوا أن يكون هناك ظلم مرة أخرى وأن المصريين لن يستمتعوا بحريتهم ما بقى مظلوم واحد خلف القضبان وأن قيمتنا من قيمة كل واحد فينا
أخيراً ليعلم الجميع أن قضية كاميليا لن تموت مهما طال الوقت ومهما تعاقبت الأيام وأن خلفها رجال تزيدهم الأيام إصراراً وتزيدهم العوائق عزماً ، وليعلم كل من نال حريته بعد طول قهر وظلم أن للحرية زكاة ينبغي أن تدفع وربما كانت وقفة التاسع عشر إبراء لذمتك وعذراً لك أمام الله