أهمية التمكين في تربية الولد
يجب أن ندرك أن سعي الناس الى التمكين لدينهم ليس نافلة ولا ترفا.. فالوضع الصحيح أن المؤسسات التعليمية وأجهزة التوجيه والثقافة والإعلام، أن يكون متشبعا بهذا الدين وقيمه وصبغته وملتزما بأحكامه ومستهدفا إقراره وتعليمه وترسيخه وممارسته..
سلسلة: أبناؤنا.. حديث وتوريث (6 من 11)
حتى لا يكون الملتزمون جيلاً تتخطاه الأجيال اللاحقة، يجب أن ندرك هنا أهمية التمكين لهذا الدين.. لقد تصور الدعاة في حركات المد الإسلامي أن هذه الموجات لما سمي بـ (الصحوة الإسلامية) هي موجات تغيير، وأنها ستمر عبر أجهزة التوجيه لتصل الى تغيير شامل للمجتمع نفسه، مرورًا الى حلم (الدولة الإسلامية).
لكن لم يلبث هؤلاء أن اكتفى قطاع منهم بأن تكون حركاتهم موجات تدين عابرة أو طيف مجتمعي يتخطاه التطور وموجات التأثير الوافدة والمتعددة ويقبعوا منتظرين الرحيل وأقل أحوالهم توريث أشخاصًا مثلهم ليبقى هذا اللون في المجتمع.
وأما التغيير الجاد فأهله قد خذلهم الناس وتكالبت عليهم الدنيا، والله ناصرهم بإذنه تعالى..
يجب أن ندرك أن سعي الناس الى التمكين لدينهم ليس نافلة ولا ترفًا.. فالوضع الصحيح أن المؤسسات التعليمية وأجهزة التوجيه والثقافة والإعلام، أن يكون متشبعًا بهذا الدين وقيمه وصبغته وملتزمًا بأحكامه ومستهدفًا إقراره وتعليمه وترسيخه وممارسته..
وأن يكون التيار المجتمعي العام للبلاد والقيم السائدة التي يتواطأ عليها المجتمع ويستهدف زرعها وتنميتها ويستنكر البعد عنها، هي قيم هذا الدين..
ويترتب على هذا ألا تكون وحدك تربي، بل معك الشارع والإعلام بأجهزته، والتعليم بمناهجه وقيمه وأساتذته!! يربّون معك ويتقدمون عليك، ويستنكرون تأخرك؛ فضلا عن مخالفتك للهوية والثقافة والصبغة الربانية الواجبة.
أما أن تحارِب من أجل الحفاظ على ما تبقى، وزرع ما تقدر عليه، وبطريقة فردية وغير منهجية!
وبعشوائية واضحة واجتهاد بحسب ثقافتك وقدراتك.. ثم مع كل هذا الضعف تجد شارعًا يحارب، ومدرسةً تهدم وإعلامًا مدمرًا وإعلانًا مؤذيًا!
وجيرانًا وأرحامًا يلوحون بأيديهم للناس من بعيد حيث رحلوا مع الراحلين.. فتلك حالة شاذة، ويجب أن تبقى شاذة في عمر أمتنا ومسيرها..
لهذا تعلم أن مأساة إبعاد الإسلاميين عن إدارة البلاد والتأثير الثقافي والإعلامي والتوجيهي أمر خطير، وجريمة إسقاط الرموز الدينية العلمية والدعوية، وتعلم جريمة من سعى في وأْد التجربة حتى لو كان يعاني من طول لحيته! لكنه يقف مع البلطجية ضد المسلمين وتقف قياداته مع العلمانيين والطائفيين والملاحدة..!
فنزلوا في 30 يونيه ضد دينهم وبلادهم تحت شعار المنافقين التاريخي (إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا).
إن الإسلام ليس طقوسًا بل حالة عامة ونظام ومنهج وقيم وأخلاق ومشرب وصبغة وهوية وقوانين وحضارة، قائمة على عقيدة وتصور..
سحقًا لمن خسر هذا الدين، وسحقًا لمن سعى في خسارة الناس.. حتى لو تخيل واهما أنه لم يخسر..!