رمزية معركة كاميليا
خالد الشافعي
قضية كاميليا شحاتة في الحقيقية ليست مجرد قضية امرأة أسلمت ثم سلمت
للكنيسة ، لا ، قضية كاميليا شحاتة أكبر من ذلك بكثير ، قضية كاميليا
شحاتة قضية مستقبل هذا الوطن
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
للأسف يشعر المرء بالمرارة والقهر حين يكتشف أن كثيراً من قضايا الأمة المصيرية ومعاركها الفاصلة ليست قضايا الشارع ولا تشغل بال الجماهير، حين يُمن الله عليك بفهم طبيعة المعركة ، وإدراك حقيقة الصراع ، وتاريخية الظرف ، وجسامة اللحظة الراهنة ، وحين تدرك أن تاريخاً جديداً يتشكل - كل ألفاظي مقصودة وليست من التهويل في شيء بل لعلها إلى التهوين أقرب - حين تفهم ما يجري ، وتدرك أن الأمة في ميدان معركة حقيقي تتعرض لقصف تاريخي ومحاولات مستميتة للإجهاز على صحوتها العنيدة التي قلبت موازين الأعداء ظناً منهم أن الأمة المحمدية قد صارت جزءاً من التاريخ .
بينما هذا يقينك تلتفت حولك فتجد ملايين المسلمين لا تعلم شيئاً عن هذا ، وتكتشف أن مباراة كرة أهم بكثير جداً عند هذه الجماهير من قضاياها المصيرية ، لقد تابعت جماهير الأمة - إلا أقل القليل - أدق تفاصيل مقتل مطربة مغمورة ، لم تشتهر إلا بعد مقتلها ، تابعت الجماهير قضيتها لحظة بلحظة ، وانتظرت جديدها مع كل صباح ، وحبست أنفاسها مع وقائعها المثيرة ، بينما غاب هذا الاهتمام المثير عن قضايا الأمة وما يدبر لها!
قضية كاميليا شحاتة المرأة المصرية التي اعتنقت الإسلام عن إرادة حرة واقتناع كامل وباعتراف المسئولين في الأزهر ثم تم تسليمها إلى الكنيسة ومن يومها غابت كاميليا مثلها مثل عشرات المسلمات اللاتي لا يعلم مصيرهن إلا الله
قضية كاميليا شحاتة في الحقيقية ليست مجرد قضية امرأة أسلمت ثم سلمت للكنيسة ، لا ، قضية كاميليا شحاتة أكبر من ذلك بكثير ، قضية كاميليا شحاتة قضية مستقبل هذا الوطن ، معركة استعادة كاميليا شحاتة هي في الحقيقة معركة استعادة هذا الوطن ممن اختطفوه من هويته وعقيدته ، معركة كاميليا شحاتة معركة تحدي بين إرادتين ، لذا لا يمكن أبداً أن نتراجع ، كاميليا شحاتة أصبحت قضية مصير وطن وليس مجرد مصير امرأة مسلمة ، وطن ملايينه يريدون له أن يكون بلداً مسلماً كما عاش منذ دخله الإسلام وبين قلة تريد اختطافه مستغلة نخبة سياسية فاسدة حطمت كل شيء جميل في هذا الوطن وضحت بهذا الوطن بأنانية لا مثيل لها ومعها نخبة إعلامية تنكرت لدينها ولتاريخها ولتراثها ولرغبة الناس لأجل لعاعة من الدنيا وخلف هؤلاء كنيسة تلعب بالنار وتريد بطيش أعمى وتهور مدمر أن تستغل ضعف الدولة في فرض واقع معوج لا يمكن أن تقبله الأغلبية الطيبة التي يمكن في لحظة أن تنتفض إذا شعرت أن دينها يهان أو أن كرامتها تنتقص ، انتفاضة أكبر من كل ما يمكن أن يقوم به أو يحشده أو يوجهه الإسلاميون أنفسهم
معركة كاميليا معركة فاصلة في تاريخ الحملات البغيضة على أجمل ما يمتلكه هذا الوطن لذلك تستميت كل الأطراف لأنها تعلم أن نتيجة هذه المعركة ستؤسس لواقع جديد ، فإما أن يغلق هذا الباب إلى الأبد وإما أن يعيش الإسلام غريباً في هذا الوطن
أيتها الجماهير المسلمة دينك أغلى ما تملكين فلا يكون أهون عندك من مباراة كرة أو لقمة عيش بل ولا حتى من شحمك ولحمك ، فانظري أيتها الجماهير ما يدبر لك و اعلمي لماذا خلقت وعن ماذا ستُسألين