ألا فتعرضوا لها - ألا فتعرضوا لها (6)

منذ 2017-05-11

أذكار الصباح والمساء هي الحافظة، الحارسة، الواقية، الناصرة، المانعة من الشرور ومصارع السوء.. فيا عجباً من نفس تغفل مختارة عما لها فيه دار مُستقر

صهباء البَردَين، نديم الدائبين، ملاذ كل فازِع هَلِع، فيها غانم وغارِم، حي ومَيْت، يسبق فيها المُفرِدون ويضنُك الفاتِرون، هي منحة الله لمن أقَفْر الوجود حوله من الأمان، وأراد حِرزاً له من إنْس أو جِن أو شيطان، أو لمن أرهقته هموم عشيته وضحاه ورام سلاماً وراحة بال، ومن أظلَّه غَيْم خريفي ضاقت فيه نفسه فأسقطت وُرَيقات شجرة يومه وليله ذابلة وقد آيست الحياة {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ[آل عمران: 191].

 

فافتح نوافذ قلبك على مصرعيها لنفحات ربك صُبح مساء لتبث فيها الحياة، وانفض عنه أتربة الشتاء العالقة، وبَدِد ألوان الأحزان الرمادية الباهتة بشكره واذكره ذكراً كثيراً، وسبحه بكرة وأصيلاً.

 

أذكار الصباح والمساء:

 تأمُلٌ وتدبُر، إقرارٌ وإذعان، إيابٌ إلى رُكن الله الشديد وحصنه العتيد، ليست مجرد أذكار تجرى بها الألسنة وتنأى عنها الأفئدة، إنما هي قَبَس من واحة ربانية تتنسم عبيرها الأنفس فتتطهر من أدرانها لتستقر على أول خِلقَتها وفِطرَتها التي فَطَر الله الناس عليها، ويحين للقلوب ربيعها.. معراج وُصول وبطاقة قبول بالإصباح والدُجى في محراب العبودية الخالصة التي لا يعتريها شيء من ألبِسة الكِبر والبَطر، ولمن أراد ارتقاء عنقاء الجَبَل والتَزَّلُف لربه بالعَشِىّ والإبْكار.

 

تسابيح الصباح والمساء:

هي الحافظة، الحارسة، الواقية، الناصرة، المانعة من الشرور ومصارع السوء.. فيا عجباً من نفس تغفل مختارة عما لها فيه دار مُستقر، وترغب في التِيه إلى كل زائل لا يستمر؟! {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[الرعد: 28].

  • 4
  • 0
  • 3,411
المقال السابق
ألا فتعرضوا لها (5)
المقال التالي
ألا فتعرضوا لها (7)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً