لو كان الغلو غلوا فقط..!
مدحت القصراوي
ثم انظر إلى تصريحات قيادتهم الأخيرة لتعرف أنه لو طلب العدو عميلا ليفشل به المشروع الإسلامي ويبغضه إلى كل الطوائف ويُرعب منه الجميع فخرج يمثل موقفا دفعه إليه أعداء هذا الدين فلن يقول أكثر مما قال هؤلاء.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
لو كان الغلاة غلاة عقديا فقط ولكن يتمتعون بذكاء سياسي لكان شر غلوهم محدوداً وكان ما بقي لهم من الحق مفيداً للناس ويستطيعون أن يقدموا خيرا ًلأمتهم ويضيفوا شيئا ذا شأن، ويكون ضرر غلوهم محصورا أثره على أنفسهم في الغالب..
لكن أن يكونوا غلاة عقديا وأغبياء سياسياً فتلك لعمري الطامة، والتي نعاني من ويلاتها وآثارها على الأمة..
حتى أضحوا يخدمون عدوهم ويهدمون بيوتهم على رؤوسهم، حتى اشتبه الأمر أعملاء هم؟ فيقال لا بل غلاة..! حتى يقول عدوهم دعهم فسيخربونها بأيديهم..! حتى لقد كفوا عدوهم أثرهم وهدموا كل بناء على رؤوسهم..
حزن النصارى أياما قليلة من التفجيرات الأخيرة لكنهم سعدوا بعدها كثيرا إذ تم ما حلموا به عقودا بل كان يكاد يكون مستحيلا بإلغاء مادة الدين، ثم تقويض الأزهر وهدم ما تبقى من القلاع، ثم يفخر الحمقى بأعمالهم التي هي ظلم من جانب وحمق من جانب ولا بطولة في قتل نساء وأطفال..
و إذا أردت مثالا أكثر فانظر إلى اشتباكاتهم وقبيلة الترابين ـ يومياً ـ بسيناء لتعرف أن المشكلة ليست شرعية فقط بل عقلا ووعيا وسياسة..
ثم انظر إلى تصريحات قيادتهم الأخيرة لتعرف أنه لو طلب العدو عميلا ليفشل به المشروع الإسلامي ويبغضه إلى كل الطوائف ويُرعب منه الجميع فخرج يمثل موقفا دفعه إليه أعداء هذا الدين فلن يقول أكثر مما قال هؤلاء..! لكن هؤلاء قالوه بقناعة وحمق ذاتي.
عندما تدعي المقاومة في مكان فاعلم أنه ليست المشكلة في المقاومة فقط بل يجب أن تكون مقاومتك يمكن أن تتلقاها أمة وتصلح أن تتحول الى مكسب سياسي وأن تخطو بها خطوات نحو هدف تحرير هذه الأمة..