كيف تصبح شيطاناً

لما عرضت عليهم الرسالة و طولبوا باتباع الحق فرفضوه و لفظوه 
بدأ اختبارهم التالي :
توسوس  لهم الشياطين (شياطين الجن و أتباعهم من الإنس ) و لا يزال الأزيز و الطنين و عرض الشهوات و الشبهات حتى يضعوا أقدامهم على أول طريق الهلاك .
أول هذا الطريق أنهم يوسوسون لهم، ويوحون إليهم، ويزينون لهم الباطل، ويقبحون لهم الحق.
ثم : يدخل حب الباطل في قلوبهم ويتشربها
 ثم : يسعى فيه سعي المحق في حقه، فينصره بجهده ويحارب عنه
و آخر الخطوات : يجاهد أهل الحق في سبيل الباطل
و هنا يصبح العبد أحد شياطين الإنس الطائعين لقادتهم من شياطين الجن عياذاً بالله .
و النهاية المظلمة يوم يقف الجميع أمام الله و يرى هذا المغرور  ما أعده الله لأعدائه .
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا * فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا } [مريم  83 - 84]  .
قال السعدي في تفسيره :
وهذا من عقوبة الكافرين أنهم -لما لم يعتصموا بالله، ولم يتمسكوا بحبل الله، بل أشركوا به ووالوا أعداءه، من الشياطين- سلطهم عليهم، وقيضهم لهم، فجعلت الشياطين تؤزهم إلى المعاصي أزا، وتزعجهم إلى الكفر إزعاجا، فيوسوسون لهم، ويوحون إليهم، ويزينون لهم الباطل، ويقبحون لهم الحق، فيدخل حب الباطل في قلوبهم ويتشربها، فيسعى فيه سعي المحق في حقه، فينصره بجهده ويحارب عنه، ويجاهد أهل الحق في سبيل الباطل، وهذا كله، جزاء له على توليه من وليه وتوليه لعدوه، جعل له عليه سلطان، وإلا فلو آمن بالله، وتوكل عليه، لم يكن له عليه سلطان، كما قال تعالى:
{ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ }
{فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ } أي على هؤلاء الكفار المستعجلين بالعذاب   {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا }  أي أن لهم أياما معدودة لا يتقدمون عنها ولا يتأخرون نمهلهم ونحلم عنهم مدة ليراجعوا أمر الله فإذا لم ينجع فيهم ذلك أخذناهم أخذ عزيز مقتدر
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن