السلفيون والإخوان يد واحدة
وأقول في نفسي لقد هتف الشعب في ميدان التحرير (الجيش والشعب إيد واحدة )وتحقق الهتاف )فمتى يهتف الإسلاميون ؟ (السلفيون والإخوان إيد واحدة) ويتحقق الهتاف .
في حياتي لم أشعر في قلبي بأي فرق بين أي أخ من إخواني سواء كان سلفي
أو إخوان أو تبليغ ربما أختلف في بعض المسائل لإيماني بمنهج السلف
ولكن قلبي يحبهم كلهم مسلمين عاملين للدين مجتهدين لذلك من فضل الله
على أن احتفظت بصداقة الكثيرين لأني مؤمن أن الله أسمانا مسلمين وغير
ذلك أسماء شكلية لاجتهادات في العمل لا غير
ومن هنا أتوقف مع أيام الثورة
منذ بداية الثورة من يوم 25 يناير حتى 11 فبراير كنت أنا وأخي وصديقي
جمال تاج وهو من الإخوان المسلمين في ميدان التحرير
وفى قمة الأحداث كان بجانبي أخي وصديقي جمال تاج وكنا نزيد ثلاثة أو
أربعة لا نفترق منهم أخي اشرف عبد الغنى الشاهد أننا عشنا سوياً أحداث
الثورة كلها .
كنت و أخي جمال تاج مع بعض لا نفترق من بداية 25 يناير في نقابة
المحامين حيث خرجت المظاهرات تتضامن مع الدعوة التي وجهت للخروج في
مظاهرات 25 يناير وقد واجهنا سوياً أشد أوقات
الثورة 28 يناير حيث تعرضنا للضرب بالقنابل المسيلة للدموع وطلقات
الرصاص المطاطي وكنا نضع البصل والكوكاكولا في عيون بعضنا ونستنشق
ونضحك على مشهد بعضنا ونحن مختنقين من الغاز وشهد شارع معروف القريب
من الميدان لحظات رائعة ونحن نحمل الطوب ونرد به على القنابل والطلقات
ثم عندما اشتد الضرب تضامن معنا الصنايعية وشباب الشارع ثم الأهالي من
المنازل حتى تم بفضل الله رجوع القوات فاتجهنا إلى شارع طلعت حرب
والتحمنا مع آلاف الشباب في مواجهاتهم مع الأمن المركزي حتى تم فضل
الله ودخلنا ميدان التحرير وهرولت قوات الأمن تجري في الشوارع وكان
يوم نصر عظيم للحرية في مصر ضد الظلم والطغيان .
وتوالت الأيام نجتمع كل يوم في ميدان التحرير على رصيف مخصص جعلناه
باسمنا نجمع فيه كل الأحباب ونتظاهر ونصمم على البقاء حتى يرحل
الطاغية ونبحث عن طعام سوياً ونشرب الشاي سوياً وكان الكنتاكي الذي
جمعنا هو الكشري وعندما يشتد الأمر كنا نمسك بأيدينا سوياً وعندما
نفترق دقائق في الميدان نتقابل بالأحضان كأننا من شدة الشوق افترقنا
أيام وشهور
وكانت لحظات مرور الطيران فوق رؤوسنا مخترقة حاجز الصوت شديدة
فالتصقت أكفنا ببعضها ووقفنا ندعو الله وفى كل صلاة كنا نقف سويا
بجانب بعض بلا قصد كأن الصلاة لا تصح إلا ونحن بجانب بعضنا نصلى من
شدة تلاحمنا مع بعض ونقنت على الطاغية ومن معه
وكنا نحاور المختلفين في الرأي سويا بمنطق واحد ولغة واحدة وتوالت
الأيام بمواقف صعبة منها مع البلطجية ومنها وهو أخطرها عندما مشينا في
اتجاه باب اللوق عندما علمنا بإطلاق الرصاص من قناصة الداخلية
واقتربنا من هناك ففوجئنا بطلقات الرصاص تنال من المسالمين الذين
يمشون في الشوارع على بعد ألف متر وقد أصابت طلقة شخص كان يسير بالقرب
منى فحملناه على موتوسيكل للذهاب إلى مستشفى .
كان موقفاً صعباً فقد اقتربنا من الموت وصممت أن أذهب
لوزارة الداخلية كي أرى هؤلاء الجبناء الكلاب الذين يحتمون بالمبنى
ويقتلون العزل فأمسكني جمال بشدة ولم يتركني مطلقاً وأنا أقاومه بكل
قوة وهو يشدني بكل قوة ويقول نحن عُزّل وهم كلاب وحسبنا الله ونعم
الوكيل وجمعتنا مواقف طريفة منها أن دعانا بعض الشباب لكوب شاي
وأشعلوا النار في أغصان الشجر وظللنا ساعات ننتظر وهم يدفعون بالهواء
فيسبب لنا الهباب والدخان الخانق ونحن نضحك وكان ذلك يوم 7فبراير
وغادرناهم ونحن مختنقين ضاحكين ولم نشرب الشاي وكان دائماً ما يقول لي
ونحن في أشد الأوقات في ميدان التحرير عندما تمسك الوزارة لا تنساني
وكنت أرد عليه بالمثل ونظل نضحك وكنت أقول له الأمل في الله أقوى قوة
تعينك في الشدة
وقد جاء بأولاده الميدان وجئت بأولادي في ذروة الأحداث وكان هدفنا أن
يعيشوا لحظات حاسمة في تاريخ مصر ويتعلموا أن طريق التحرر من الظلم
واسترداد الحقوق لا يتم إلا بالمقاومة وكان الموقف في ميدان التحرير
يقول أنه لا فرق بين الإسلاميين مطلقاً سواء إخوان أو سلفيين فالجميع
انصهر في بوتقة واحدة ضد هدف واحد وكان لافتاً أن الشعب كله انصهر في
بوتقة الاتحاد نحو هدف رحيل الطاغية ولكن كان مميزاً وجود الإسلاميين
واتحادهم
وكان الإخوان يمرون علينا ويعتبرونني واحداً منهم وكانت وسائل
الإعلام الأجنبية يحدثونني كإخواني ويقولون لي مسلم براذر أقول لهم
نعم فيضحك الإخوان ويتركوني أتحدث لهم وكان السلفيين يمرون علينا
ويعتبرون أخي جمال واحداً منهم
وفى يوم التنحي صلينا الجمعة سوياً ثم قررنا ترك الميدان وذهبنا إلى
قصر العروبة كي ننال ثواب مقاومة الطاغية في كل مكان ووقفنا مع الناس
أمام قصر العروبة نهتف ونشد أزر الناس ونقول لبعضنا ونحن نتهامس شباب
مصر الجديدة محتاج شوية حماس ونظل نهتف وتركناهم وهم يقذفون بحمم من
الهتاف على قصر الطاغية ورجعنا التحرير وصلينا المغرب والعشاء جمع
تقديم وجاء خبر التنحي ونحن في الركعة الأخيرة فلم نملك أنفسنا
وأنهينا الصلاة واحتضنا بعضنا ودموع الفرح في أعييننا وأخذنا نهتف
الله أكبر سقط الطاغية وقفزنا في الهواء كالأطفال فرحين فقد كانت فرحة
العمر كما يقولون .
تذكرت كل ذلك والأحداث والحرب تتسارع في مصر ضد الإسلاميين والمراقب
يرى الشر يجمع أعوانه وجنده
وأقول في نفسي لقد هتف الشعب في ميدان التحرير (الجيش والشعب إيد
واحدة )وتحقق الهتاف )
فمتى يهتف الإسلاميون ؟ (السلفيون والإخوان إيد واحدة) ويتحقق الهتاف
.
الكثير ربما يقول أنه حلم وأنه أمل فأقول لهم لقد كان رحيل الطاغية
مبارك حلم وأمل من كان يتوقع ويصدق ذلك ولكنه تحقق بالعمل والتضحيات
.
فدعونا رغم كل الخلافات نحول أحلامنا وآمالنا إلى حقيقة بالعمل
والتضحيات وما ذلك على الله بعزيز
ممدوح إسماعيل محام وكاتب
عضو مجلس النقابة العامة للمحامين
مقرر اللجنة العامة لحقوق الإنسان [email protected]
- التصنيف:
أحمد
منذnada
منذ