اتفاق المهديين و الإثنى عشرية حول المهدي
أحمد علوان
زاد المهديون على ما سبق مما قد يكون غائباً عن أذهان الشِّيَعة، أن هناك أوصافاً تطلق على المهدي-الإمام الثاني عشر- يصح إطلاقها ويوصف بها كذلك اليماني، ومن هذه الأوصاف: المهدي، والقائم، وصاحب الأمر، هذه الألقاب الثلاثة عندما يقرأها أو يسمعها أي شيعي يتبادر إلى ذهنه منذ اللحظة الأولى أن المقصود هو محمد بن الحسن العسكري، لكن أتباع اليماني رأوا أن تلك الأوصاف تصلح لإمامهم، ويصح وصفه بها.
- التصنيفات: مقارنة الأديان -
واتفق المَهْدِيُّون مع الإِمَامِيَّة الاثني عشرية في أمور تتعلق بالمهدي، منها:
أولاً: أن مسألة المهدوية والمصلح العالمي المنتظر قد تعارفت عليها جميع الأديان السماوية.
ثانياً: تاريخ مولد المهدي –محمد بن الحسن العسكري- فمولده كان في منتصف شعبان سنة 255ه.
ثالثاً: أنه من ولد فاطمة ومن ذرية الإمام الحسين وهو الإمام والخليفة الثاني عشر بعد رسول الله.
رابعاً: ضلالة النقول، فإذا صحت النقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولوها بمهديهم، أو نسبوا لآل البيت روايات لا تثبت عنهم.
خامساً: أخذوا من كتب أهل السنة ما يناسب هواهم ومزاجهم، فعندما يتكلم أهل السنة عن المهدي المنتظر، فهم يقتطعون كلامهم ويسقطونه على مهديهم، مما يعد تلبيساً وتضليلاً، فثمة قاسم مشترك بين أتباع اليماني والإِمَامِيَّة، ولماذا لا؟ وأتباع اليماني في الأصل من الشِّيَعة، فلا عجب أن نجد بينهم اتفاق في بعض الأمور.
أما الاختلاف فهو أن الشِّيَعة الإِمَامِيَّة ترى شخصية واحدة بارزة تستحق الاهتمام والحفاوة، وهذه الشخصية هي الإمام الثاني عشر-المهدي المنتظر-، أما المَهْدِيُّون فيرون شخصيتين بارزتين، وهما: اليماني- المهدي الأول والممهد للإمام-، والإمام المهدي محمد بن الحسنن العسكري.
وهذا الكلام ثابت في كتب اليماني، حيث يقول أحد أنصار الدعوة اليمانية: "عند ملاحظة الروايات الشريفة التي تتحدث عن عصر الظهور، بإنصاف تتكشف حقيقة وجود شخصيتين من العترة في زمن الظهور المقدس: الأولى: الإمام المهدي محمد بن الحسن، الثانية: شخصية رجل من آل محمد، واعتبر المؤلف ذلك حقيقة غائبة عن أذهان الكثيرين"[1].
رابعاً: أوصاف المهدي المنتظر عند المهديين تصلح لليماني:
فقد زاد المهديون على ما سبق مما قد يكون غائباً عن أذهان الشِّيَعة، أن هناك أوصافاً تطلق على المهدي-الإمام الثاني عشر- يصح إطلاقها ويوصف بها كذلك اليماني، ومن هذه الأوصاف: المهدي، والقائم، وصاحب الأمر، هذه الألقاب الثلاثة عندما يقرأها أو يسمعها أي شيعي يتبادر إلى ذهنه منذ اللحظة الأولى أن المقصود هو محمد بن الحسن العسكري، لكن أتباع اليماني رأوا أن تلك الأوصاف تصلح لإمامهم، ويصح وصفه بها.
الوصف الأول (المهدي):
"لا شك في أن الإمام المهدي يُوسَم بهذا الاسم، ولكن ليس صحيحاً حمل كل الروايات التي تذكر المهدي في زمن الظهور عليه لوضوح أنها لا تقصده"[2]، واستدلوا برواية عند الطوسي وفيها: "إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبدالله والمهدي، فهذه أسماء ثلاثتها"[3]، أي أن وصف المهدي يصلح ليمانيهم.
الوصف الثاني(القائم):
"صحيح جداً القول بان كل آل محمد قوّام، وصحيح أيضاً أن القائم وصف يطلق على الإمام المهدي ولكنه يطلق كذلك على شخصية أخرى من آل محمد في زمن الظهور"[4]، ودليلهم على ذلك، ما ذكره الشخ المفيد عن علامات ظهور المهدي المنتظر: "عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لأبي جعفر خروج السفياني من المحتوم؟ قال: نعم، والنداء من المحتوم،... إلى أن قال: وخروج القائم من آل محمد محتوم"[5]، ففهم أتباع اليماني من الرواية أنها تدل دلالة واضحة على العلامات التي تسبق ظهور الإمام الثاني عشر، فإذا كان من علامات ظهوره خروج القائم كما في الرواية، فكيف سيكون خروجه مع ظهوره، فلزم أن من اسمه القائم شخص غيره-يقصدون اليماني- سيظهر قبله وسيمهد له.
الوصف الثالث(صاحب الأمر):
ويأتي هذا الوصف من الأوصاف التي تطلق على المهدي، لكن في الوقت نفسه تطلق على غيره، فقد جاء في رواية أن أم صاحب الأمر بشرتها سوداء، ولم تكن بشرة أم محمد بن الحسن العسكري سوداء، بل كانت أم اليماني بشرتها سوداء، ففي رواية عند النعماني، عن يزيد الكناسي، قال:سمعت أبا جعفر الباقر يقول:"إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف ابن أمة سوداء، يصلح الله له أمره في ليلة"[6].
وعند الإِمَامِيَّة الاثني عشرية، أسماء وألقاب منها ما هو مشترك بين ما ذكره أنصار اليماني وبين الإِمَامِيَّة، فما هو مشترك: المهدي والقائم، وبعض ما انفردت به الإِمَامِيَّة: المنتظر، والمنصور، وعنون لها صاحب( مهدي الأمم) في كتابه[7].
وتوجد أوصاف انفرد بها اليماني، ظهرت في أسماء كتب الأنصار، أو من خلال ما ينشر أو يكتب في كتبهم، أو عناوين بعض أبواب الكتب والمنشورات أو المقالات والأبحاث في مجلة الصراط المستقيم والموقع الرسمي على الانترنت، ومنها: المهدي الأول، واليماني الموعود، والإمام الثالث عشر، وصي الإمام المهدي، رسول الإمام المهدي، خليفة الإمام المهدي، يماني الإمام، ومن الأمور المبالغ فيها، أن أنصار اليماني يزعمون أن رسول الله كان يمانياً، وبه قال اليماني نفسه: "فاليماني الأول محمد بعث في اليمن أي في مكة لأنها من اليمن، واليماني الثاني من ذرية اليماني الأول يبعث في المشرق في مسيرة عودة الإبراهيمية إلى موطنها الأصلي العراق "[8].
أما عن مسألة اليماني المهدي فهو الممهد للإمام المهدي، "وقد أكدت روايات آل البيت على أن هناك ممهداً يخرج قبل الإمام المهدي عليه السلاميجمع له أنصاره"[9].
وتوجد روايات عدة اعتمد عليها اليماني وأنصاره لإثبات مهدوية اليماني، ومنها: "عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن على-عليهما السلام- في خبر طويل إلى أن قال:...خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى؛ لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فاﻧﻬض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار؛ لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم"[10].
وعلق على هذه الرواية صاحب( أخبار الطاهرين ) بقوله: "الإمام الباقر في هذه الرواية يؤكد على إتباع اليماني ويبين راية اليماني بأﻧﻬا أهدى الرايات وإن الملتوي عليه من أهل النار"[11].
[1] رسالة في وحدة شخصية المهدي الأول والقائم واليماني، ص3.
[2] المرجع نفسه، والصفحة نفسها.
[4]رسالة في وحدة شخصية المهدي الأول والقائم واليماني، ص5.
[5] الإرشاد، للمفيد، ج1/347.
[6] الغيبة للنعماني، ص166.
[7] للشيخ عبدالله حسن آل درويش، بعنوان: أسماء الإمام وألقابه الشريفة، ص290، ط1/1432ه = 2011م، بدون نشر.
[8] رسالة في وحدة شخصية المهدي الأول والقائم واليماني، ص32.
[9] أخبار الطاهرين في المهدي والمَهْدِيّين، السيد إسماعيل موسوي، ص125، ط1/1432ه = 2011م، إصدارات أنصار الإمام المهدي عليه السلام ، العدد(132).
[10] الغيبة للنعماني، ص264.
[11] السيد إسماعيل موسوي، ص131.