التهيئة لرمضان (6) التهيئة بالنيّة - جدّد نيتك
نحتاج أن ندخل رمضان بنية طاعة الله وامتثال أمره بفرضية الصيام ونيّة التقرب إليه بالفرائض ونيّة الطمع بالحصول على الأجر العظيم ونية شكر الله تعالى على نعمة القرآن الذي أنزله في هذا الشهر العظيم بكثرة تلاونه والإقبال عليه وتدبره ونيّة ترويض النفس وتهذيبها وتدريبها على الامتناع عن الحرام وكبح جماح الشهوات وتطهيرها بكثرة الصدقات والإطعام ونيّة قيام الليل والتقرب إلى الله بالنوافل ونية تكثير جماعة المسلمين في المساجد ونوايا عديدة أخرى لا يمكن حصرها.
النية لغةً هي العزم وقيل هي انبعاث القلبنحو ما يراه موافقا لغرض، من جلب نفع، أودفع ضر، حالًا أو مالًا. والنية هي روح العمل وشرط كل عبادة وعليها يكون الأجر والثواب قال صلى الله عليه وسلم «يُحشر الناس على نيّاتهم» وبها يتميز العمل الخالص لوجه الله من العمل الذي يقصد به غيره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل امرئ ما نوى" فالنيّة في حياة المسلم تميز العبادات التي ينبغي أن تكون خالصة لله تعالى من العادات الروتينية التي لا روح فيها ولا هدف وإنما جرت العادة أن يقوم بها الإنسان يوميا أو يقوم بها مرآءاة لفلان أو لقصد ماديّ كأن يصوم لانقاص وزنه مثلا! وكم نخسر من الأجور في تقصيرنا بالاهتمام بالنيّة!!!. نتوضأ في اليوم على الأقل خمس مرات حتى صار الوضوء عملا روتينيا آليًا لا يكاد المتوضئ يفكّر فيه على الإطلاق ولو أننا توقفنا قليلا قبل الشروع في الوضوء واستحضرنا بعض النواياقبله لوجدنا له أثرا في القلب والنفس وانشراح الصدر فنحن نتوضأ بنية رفع الحدث الأصغر للصلاة أو لقرآءة القرآن وغيره ومع هذه النية لو استصحبنا نية مغفرة الذنوب التي تسقط عند غسل كل عضو من أعضاء الوضوء واستحضرنا نية حمد الله وشكره على عبادة الوضوء فهي نعمة بذاتها لأنه ختم آية الوضوء بقوله {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} فقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم دف نعليّ بلال رضي الله عنه في الجنة لحرصه على الوضوء كلما أحدث. وهكذا في سائر العبادات علينا أن نحرص على النيّة الصادقة لأنه قد يكون أجرها أفضل من أجر العمل نفسه الذي قد يشوبه خلل أو يعتريه نقص.
وليست النية مجرد خاطرة تطرأ على القلب لحظة ثم لا تلبث أن تزول، فلا ثبات لها، لهذا قيل أن النية ليست مجرد الطلب، بل الجدّ في الطلب فإذا ما عجز المرء عن تحقيق هذا الطلب أُجر عليه.
والنية محلها القلب لذا نحتاج لتهيئة هذه القلوب بتدريبها على استحضار نيّة في كل ما تفعل أو تقول فمثلا قبل الاتصال بوالديك أو أرحامك استحضر نية البرّ بهم وصلة الرحم وإدخال السرور عليهم والمشي في حوائجهم وعيادة مريضهم ولو بالسؤال عنه إن كنت بعيدا عنهم وهكذا، هذه كلها لا تأخذ من وقتنا سوى ثواني يسيرة لكن كم يكون أجرها إن صدقنا مع الله تعالى فيها؟
إن الحرص على تهيئة قلوبنا بالنية الصادقة قبل دخول شهر رمضان تعيننا على توجيه الصيام والقيام وتلاوة القرآن التي اعتدنا القيام بها في رمضان من كونها مجرد عادات وطقوس لا روح فيها نخرج بها من رمضان وكأننا ما صمنا ولا قمنا ولا قرأنا إلى عبادة حقة صادقة يبقى أثرها بعد رمضان عبادة تعلق القلب بالله سبحانه وتربطه به في كل أمرها في كل عمل وطاعة وعبادة وقول عندها سيصل العبد إلى مرتبة الإحسان في العمل لأنه متى صدق النيّة استحضر أهمية ما يقوم به ومقصده ونفعه عليه سيتقنه بلا شك.
بهذه النوايا نحتاج أن ندخل رمضان، نية طاعة الله وامتثال أمره بفرضية الصيام ونيّة التقرب إليه بالفرائض ونيّة الطمع بالحصول على الأجر العظيم ونية شكر الله تعالى على نعمة القرآن الذي أنزله في هذا الشهر العظيم بكثرة تلاونه والإقبال عليه وتدبره ونيّة ترويض النفس وتهذيبها وتدريبها على الامتناع عن الحرام وكبح جماح الشهوات وتطهيرها بكثرة الصدقات والإطعام ونيّة قيام الليل والتقرب إلى الله بالنوافل ونية تكثير جماعة المسلمين في المساجد ونوايا عديدة أخرى لا يمكن حصرها.
اللهم أصلِح لنا النيّة وأصلح قلوبنا وطهّرها من الغفلة ومن الشرك الخفي وأعِنا يا ربنا على الإخلاص في النية والقول والعمل سعيا في مرضاتك وطمعا في جناتك واتباعا لرسولك صلى الله عليه وسلم وثبّتنا على صراطك المستقيم ولا تطلنا إلى أنفسنا الأمارة بالسوء طرفة عين ولا أقل من ذلك يا حيّ يا قيّوم.
- التصنيف: