مع القرآن - قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ
ينهر موسى هارون و يشتد عليه و لولا أن موسى من أولي العزم و هارون نبياً لاتسع الشقاق بينهما كما اتسع الخلاف في أمة الإسلام اليوم بسبب قلوب خربة تخيرت عجلاً وتركت الملك الجبار جل جلاله . تجاوز موسى وهارون الخلاف سريعا و عذر كل منهما الآخر فهل وعينا الدرس ؟؟؟ .
ينهر موسى هارون و يشتد عليه و لولا أن موسى من أولي العزم و هارون نبياً لاتسع الشقاق بينهما كما اتسع الخلاف في أمة الإسلام اليوم بسبب قلوب خربة تخيرت عجلاً وتركت الملك الجبار جل جلاله .
تجاوز موسى وهارون الخلاف سريعا و عذر كل منهما الآخر فهل وعينا الدرس ؟؟؟ .
إليك هذا المشهد : و لك أن تتأمل رد بني إسرائيل على هارون لما نهاهم عن عبادة العجل و ذكرهم بالله و نصحهم و أخبرهم أنهم في فتنة عمياء .
قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى
و كأنهم ينتظرون نصح موسى و إرشاده و قد خلعوا عن أنفسهم عقيدة التوحيد و ضربوا بتعاليم موسى و عقيدته عرض الحائط !!!!!!
ما هي إلا مماطلات لا أكثر
و ما أكثر المماطلين في كل زمان
ثم ها هو الغضب يأخذ بقلب موسى و قد أخذه الأسف على هؤلاء الذين كفروا بالله بعدما رأوا آياته الباهرة
تركوا كل ما رأوا و سمعوا و تعلموا عن عظمة الخالق من أجل (عجل) !!!!!
{وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى * قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي * قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [ طه 90 - 94] .
قال السعدي في تفسيره :
أي: إن اتخاذهم العجل، ليسوا معذورين فيه، فإنه وإن كانت عرضت لهم الشبهة في أصل عبادته، فإن هارون قد نهاهم عنه، وأخبرهم أنه فتنة، وأن ربهم الرحمن، الذي منه النعم الظاهرة والباطنة، الدافع للنقم وأنه أمرهم أن يتبعوه، ويعتزلوا العجل، فأبوا وقالوا: { لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى }
فأقبل موسى على أخيه لائما له، وقال: { يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلا تَتَّبِعَنِ } فتخبرني لأبادر للرجوع إليهم؟ {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي } في قولي { اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ }
فأخذ موسى برأس هارون ولحيته يجره من الغضب والعتب عليه فقال هارون {يَا ابْنَ أُمَّ } ترقيق له وإلا فهو شقيقه { لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } فإنك أمرتني أن أخلفك فيهم فلو تبعتك لتركت ما أمرتني بلزومه وخشيت لائمتك و { أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } حيث تركتهم وليس عندهم راع ولا خليفة فإن هذا يفرقهم ويشتت شملهم فلا تجعلني مع القوم الظالمين ولا تشمت فينا الأعداء فندم موسى على ما صنع بأخيه وهو غير مستحق لذلك فـ {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: