هل افترشتم الورود ...؟
إنه رمضان و الله إن وجد في عمرنا أحد أو شيء تفرش له الأرض بالورود لكان هو أسمعك تصدقني و تهتاج مشاعرك شوقا لعبق نسائمه التي نشعر أنها تحمل شيئا من نسيم الجنة و لكن كذلك أسمعك تردد كيف ...؟ كيف نفترش الورود في رمضان
قدم عليكم الحبيب و نعمّ الحبيب هو إن كان كريما ...؟
كم تمنينا في لحظات كثيرة أن تخلو الحياة من الشيطان , و نحيا آمالنا و آلامنا بلا نزغ يفسد علينا كسبنا ماديا كان أم معنويا , و الحمد لله أنه جل في علاه يمنحنا هذه الفرصة بكرمه و حلمه و ما أعظمها من فرصة يضع الله صانعك لك برنامجا يخلصك من ثقل مادة الطين في خلقك لتسبح روحك خفيفة راضية محلقة نافرة من غلبة الشهوات عليها
إنه رمضان و الله إن وجد في عمرنا أحد أو شيء تفرش له الأرض بالورود لكان هو أسمعك تصدقني و تهتاج مشاعرك شوقا لعبق نسائمه التي نشعر أنها تحمل شيئا من نسيم الجنة و لكن كذلك أسمعك تردد كيف ...؟ كيف نفترش الورود في رمضان
سؤال سهل إجابته إن صدقنا ...؟
فقط اصدقْ ستجد من رزقك سَلسَلة الشيطان يرزقك افتراش الورود و هناك خطوات لابد من ترويض النفس عليها حتى لا تظل نافرة يتركها الشيطان فتنزغك هي كأقوى شيطان , كل الشيوخ و العلماء أفاضوا في كيفية الاستعداد لرمضان و سنسرد جانبا من نصحهم لكني أستبق ذلك بخطوات أساسية لا يعلمها إلا أنت لأنها تتعلق بذاتك و قلبك قد لا يعرفها أحد غيرك .. وهذه هي الورود التي ستفترشها
الوردة الأولى : ـ نقِ قلبك من الغل و الحقد على الآخرين فالحقد و الحسد و البغضاء من أمراض القلوب فكيف يهمّ قلب مريض تتخطفه الأحقاد و تهلكه الغيرة و ينزغه الحسد كنزغ الشيطان و أشد نزغا , و كن على يقين أن ما أقامك الله فيه هو الخير , و ما منحك هو ما يناسبك , و ماحرمك منه فيه رحمتك فكم من نعمة نركض خلفها ثم نكتشف أنها كانت هلكة لا نعمة ....!
الوردة الثانية : ـ عمق يقينك بالله و ارض عنه و اعلم أنه أعطاك ما أعطاك رحمة و حرمك مما حرمك رحمة ( لا يعني هذا التواكل في شيء فالأخذ بالأسباب أساس العمل , أتصح صلاة بغير وضوء ...؟ فرجاء عدم الخلط )
ـ كثير يقول نحاول و نفشل فليس لدينا زر نضغط عليه فيصفو قلبي و آخر أضغط عليه فيحقد أو يحسد ....!
و أقول لهم : نعم لا أختلف معك و لكن لكل مرض علاج ...
أولا : اعزم على تنقية قلبك , لا تفكر كثيرا في الإساءة , ابعد عن الأشخاص الذين يثيرون في نفسك الضغينة , تجاهل الأحداث التي تثيرها في قلبك
ثانيا : اطمع في الأجر و تذكر ذنوبك تخيل نفسك بين يدي الله ترجوه المغفرة فيقول لك أنت ما عفوت و ما استطعت ( وله المثل الأعلى جل في علاه ) كيف سيكون حالك عندها ؟
و كيف سيكون حالك لو قال لك عفوت عنك فأنت عفوت عن عبادي ....لك أن تختار
ثالثا : إن كان ما وقععليك ظلم أو قهر فوكلْ ربك يقتص لك و ولهِ أمرك و أرحْ صدرك وقلبك فقد ركنت إلى ركن متين ميزانه بالذرة لا بالجرام ......! حرم الظلم على نفسه و لا يرضاه لعباده ...عندها ستستريح و لا تشعر بعجزك أمام الظالم فقد أوكلت القوي المتين يقتص تلك ...
الوردة الثالثة : تأتي بعد أن عبّدت الطريق بتنقية قلبك ستجد جوارحك نشطة قوية مشتاقة للعمل مستمتعة به محبة له و ليس مجرد أداء . سيكون أداء الحب في العبادة و ليس الطمع في الأجر فقط و إن كان مهما ... مرِن جوارحك على الطاعات قبل رمضان حتى تستزيد إن وصل الضيف الكريم
ـ صم ما استطعت في شعبان ـ اقرأ ولو جزءا واحدا من القرآن ـ نوّع أعمال البر التي تستطيع فعلها ـ درب لسانك على ذكر الله عزَ و جل حتى يصبح من لوازمك الحياتية لا مجرد عبادة محدودة بوقت معين فالذكر حياة القلوب و هو شفاء لها و طمأنينة ـ احرص على الوتر كخطوة أولى ثم استزد و اقرأ من المصحف سور جديدة تبعدك عن الشرود أثناء قراءة المحفوظ ....
ـ الوردة الرابعة و تعتبر الأهم : جالس الصالحين و اقرأ أو استمع لسيّر الصحابة و من لا يعرف كيف ..؟ عليه ( باليوتيوب ) فهو ثروة طيّعة بين يديك لا تهملها هذا إن لم تستطع مجالسة الصالحين في الحياة الواقعية من حولك
أسأل الله لكم الهدى و التقى و العفاف والغنى و أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه و أن يعيننا على ذكره و شكره و حسن عبادته و يقيمنا حيث يرضى و يبعدنا عما يغضبه , و يبلغنا رمضان و يعيننا على قضائه على الوجه الأكمل الذي يحبه من عباده الصالحين و يتقبله منا بكرمه هو ولي ذلك و القادر عليه نواصينا بيده ماض فينا حكمه عدل فينا قضاؤه له الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا ....!
أ . منى مصطفى
- التصنيف: