زيادة التفكر في الدين
التَفَكُّر واجب شرعي، ولا مشكلة فيه - بل هناك وجوب لـ - الأسئلة التي لها معنى ولها حاجة ولها فائدة! أما عداها فلا فائدة منها، بل هي إهلاك للوقت والجهد اللذان هما رأسا مال المسلم.
سألني : هل زيادة التفكر في الدين ممكن تؤدي إلي أسئلة لم نصل إلى إجابة لها بعد وبالتالي ممكن تؤدي إلى تشتت أكثر من لو أن الشخص لم يفكر تفكير زائد ؟!!!!
فأجبته بأن التَفَكُّر واجب شرعي، ولا مشكلة فيه - بل هناك وجوب لـ - الأسئلة التي لها معنى ولها حاجة ولها فائدة! أما عداها فلا فائدة منها، بل هي إهلاك للوقت والجهد اللذان هما رأسا مال المسلم.
فالأسئلة الدينية تنقسم إلى قسمين:
1- قسم لن يكون فيه جديد وهو ما لا ليس له علاقة بالزمن كالعقائد التي لها علاقة بالغيبيات ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد بين كل شيء فيها في حياته، ولو أن هناك ما لم يبينه لنا فهو بالفعل لا يمكن تبيينه أو لا فائدة منه، وذلك مثل سؤال "هل القرآن مخلوق؟" أو "هل يتنزل الله في كل ليلة إلى السماء الدنيا حقيقةً أم مجازًا؟ وهل يخلو العرش منه إن تنزّل حقيقةً؟" مثل هذه الأسئلة في ذاتها ليست من الدين لأنه صلى الله عليه وسلم كان قادرا أن يتحدث فيها في حياته، فهي غير مرتبطة بزمن ولا علاقة لها بتغير ظروف حتى نزعم أن تقدم الحياة وظروفها أدى إلى كونها مهمة بعدما لم تكن مهمة فيما قبل، ولا نستطيع الزعم بأن مثل هذا السؤال - إن كان له معنى - لم يخطر بذهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فإما السؤال لا معنى له في سياقه، أو أنه له معنى وهو قد اختار ألا يتحدث فيه، فإن كان الاحتمال الأخير هو الصواب فإنه يسعنا أن نسكت ما سكت عنه رسول الله وصحابته.
والقسم الثاني هو ما له علاقة بتقدم الزمان، وطبيعي ألا يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طرحه في زمانه، وذلك مثل الأسئلة المتعلقة بفقه المعاملات، كأن نسأل مثلا "ما حكم استخدام الاستنساخ في تكوين أعضاء بشرية لزراعتها في أجسام من تلفت أعضاؤهم؟" فمثل هذا السؤال يجب أن نجتهد في التفكير فيه، وهذا هو المقصود بالاجتهاد، فينبغي ألا يتوقف الاجتهاد - في المسائل المتعلقة بتقدم الزمان - أبدا، وتوقفه هو عرض لمرض كسل في - أو خوف من - التفكير.
وهكذا فلا خوف ابدا من زيادة التفكير في الدين - الذي هو من التَفَكُّر المأمورن به - ، بشرط معرفة الضوابط وتطبيقها.
والله أعلم
- التصنيف: