فرص الدعوة والإعلام الاسلامي وتسويقهما على الويب

منذ 2017-06-29

إن الانترنت يتيح قوة وفرصا جبارة للاتصال والتواصل الاجتماعى وللتسويق أيضا والكل يستعمله لأغراضه الخاصة فهناك من يستعمله لكسب المال وممارسة التجارة وهناك من يستعمله لممارسة جرائمه المالية والأخلاقية

تساؤلات مفيدة حول فرص الدعوة والإعلام الاسلامي وتسويقهما على الويب:

علمتنى تجربتى فى الحياة منذ 1978 وحتى الآن أمورا عدة ومنها أمران مهمان متعلقان بموضوع هذا المقال وهما:

-أنه مهما اشتدت قسوة القصف والقمع المعادى للدعوة الإسلامية فإنه سرعان ما يزول القدر الأكبر من أثره فور زوال الضغط وانفتاح الآفاق لحرية الدعوة الإسلامية والعمل الإسلامى التعليمى والتربوى، بحيث تجد شوارع كاملة بل قرى وأحياء شبه كاملة تستجيب للعمل الدعوى وتتعامل معه بالتزام وايجابية.

-أن أى مشروع مادى أو معنوى لا يحقق نجحا ملحوظا ما لم يحظ بقدر كافى من التسويق، وكلما زاد التسويق المناسب له كلما زاد نجاح هذا المشروع.

ومن هنا فيحق لنا أن نتسائل الآن: ألا يمكن للدعاة أن يستفيدوا بالحرية الواسعة للاتصال والتواصل الإنسانى التى تتيحها شبكة الإنترنت ومنصاتها الاجتماعية لممارسة دورهم الدعوى عوضا عن الآفاق التى أغلقت أمام الدعوة على الأرض فى العديد من البلدان؟؟

إن الانترنت يتيح قوة وفرصا جبارة للاتصال والتواصل الاجتماعى وللتسويق أيضا والكل يستعمله لأغراضه الخاصة فهناك من يستعمله لكسب المال وممارسة التجارة وهناك من يستعمله لممارسة جرائمه المالية والأخلاقية بينما هناك من يستعمل قدرات التواصل هذه لتسلية نفسه وإضاعة وقته باللغو والفضفضة، كما أن هناك من يستعمله لأغراض شخصية شتى، فالمسلمون الحريصون على العمل بحديث النبى صلى الله عليه وآله وسلم "بلغوا عنى ولو آية" والحريصون على تنفيذ قوله تعالى " {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} " هل يمكن لهم أن لايلغوا مع اللاغين ولا يلهو مع اللاهين على شبكة الانترنت ويركزوا على الدعوة إلى الله وأن يتوجهوا بخطابهم إلى المنشغلين عن دينهم الذين أغرقتهم الدنيا بهمومها ومشاغلها كى يذكروهم بأن الدار الآخرة هى الحياة الأبدية والحقيقية وأنه لابد من الإعداد فى الدنيا لهذه الحياة الأبدية عبر العمل الصالح النفسى والاجتماعى الخاص والعام؟؟

ربما الفقرة السابقة موجهة للجميع للقيام بالدعوة الفردية أو ما يشبهها على الانترنت ولكن أليس ممكنا القيام بعمل إعلامى إسلامى حقيقى دعوى واسع الانتشار بتكلفة ليست كبيرة متخطين كل العوائق وذلك عبر شبكة الانترنت؟؟

لقد أنشا كثيرون قنوات على اليوتيوب وقدموا برامج مصورة عليها وقدم غيرهم كتابات كثيرة على مواقع إنترنت شتى كلها بدت كأنها نوع من الإعلام الإسلامى وزاد انتشار هذا النوع من النشاط وزاد بروزه منذ بدء الربيع العربى، ولكن جل هذا النشاط إن لم يكن كله ركز على الشأن السياسى وهو شأن "يفرق" فى ظل ظروف الأمة الاسلامية الحالية اجتماعيا وسياسيا بينما أغفل أغلب هؤلاء النشطاء الشأن الدعوى الأخلاقى والعقيدي والإجتماعى والتعليمى، فهل يحق لنا أن نقول الآن أننا كنشطاء بالعمل الاسلامى قلبنا الأولويات رأسا على عقب؟؟ أم نقول أن هناك من قام بجانب من مهمات العمل الإسلامى ومازلنا مفتقرين لمن يقوم بالجوانب الأخرى وهى الجوانب العقيدية والأخلاقية والاجتماعية والتعليمية؟؟

أعلم أن البعض قد يقول إن الأحداث السياسية وتناولها يجذب كثيرا من الناس أما ما تقول عنه هذا فإنه لن يجذب أحدا، ولكن لاشك أن الناس متفاوتون فى اهتماماتهم وسنجد هذا وذاك، ولكن أيضا يمكننا الارتكاز على سبل التسويق وأدوات الإعلان التى تتيحها شبكة الانترنت لأنها فعالة ومفيدة جدا.

عبد المنعم منيب

صحفي و كاتب إسلامي مصري

  • 4
  • 0
  • 2,915

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً