سباق القلوب إلى رمضان - استقبال العيد بالفرح أم بالحزن

منذ 2017-07-01

في كل عيد يتجدد القول "كيف نفرح بالعيد وقد امتلأت قلوبنا أحزانا لفقد عزيز أو لغربتنا عن الأهل والأحباب أو حتى لأحوال المسلمين التي تزداد سوءا يوما بعد يوم" وهذا القول مخالف لشرع الله فالفرح بالأعياد هي سنة إلهية مشروعة

استقبال العيد بالفرح أم بالحزن:
في كل عيد يتجدد القول "كيف نفرح بالعيد وقد امتلأت قلوبنا أحزانا لفقد عزيز أو لغربتنا عن الأهل والأحباب أو حتى لأحوال المسلمين التي تزداد سوءا يوما بعد يوم"
وهذا القول مخالف لشرع الله فالفرح بالأعياد هي سنة إلهية مشروعة لقوله صلى الله عليه وسلم:  «للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، و فرحة حين يلقى ربه» [رواه مسلم]
فانتبهي يا رفيقتي حتى لا تكوني من هؤلاء وتذكري قوله تعالى:  {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}  [الحج: 32]
فأعياد المسلمين ليست لمجرد الفرح واللعب والتزاور، ولكنها من شعائر الدين وعباداته، يقول ابن حجر: (إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين) [فتح الباري]
والسنة أن يُظهرها المسلمون ويفرحوا بها فهي من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله.
واعلمي أنه لا تعارض مطلقا بين إظهار الفرح بالعيد، والتألم لمصائب الغير؛ فإن المسلم يظهر فرحه بالعيد، إظهارا لدينه، وإعلاءا لشأنه، وهو مع ذلك يحزن في قلبه لمصائب الآخرين. بالضبط كمن فقدت عزيزا ورُزقت بمولود في نفس الوقت، هل ستحزن لخروج هذا المولود أم ستفرح رغم الحزن الذي يغمر قلبها لفقيدها؟
ولا تنسي التكبير في ليلة العيد يا رفيقتي، يقول الله تعالى في آيات الصيام: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}  [البقرة: 185]
يقول السعدي رحمه الله في تفسيره: (وهذا - والله أعلم - لئلا يتوهم متوهم, أن صيام رمضان, يحصل المقصود منه ببعضه, دفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته، ويشكر الله تعالى عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده, وبالتكبير عند انقضائه, ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد.) [تفسير السعدي]

وأخيرا لا تنسي يا رفيقتي قيام ليلة العيد وما يليها من ليالي وأسابيع وشهور، فلقد كنتِ على طاعة لشهر كامل ولا ينبغي لكِ أن تكوني كمن نقضت غزلها من بعد قوة لقوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ}  [النحل: 92]
يقول الشيخ السعدي في تفسير هذه الآية: (وذلك  {كَالَّتِي}  تغزل غزلا قويا فإذا استحكم وتم ما أريد منه نقضته فجعلته {أَنْكَاثًا} فتعبت على الغزل ثم على النقض، ولم تستفد سوى الخيبة والعناء وسفاهة العقل ونقص الرأي) [تفسير السعدي]

سوزان بنت مصطفى بخيت

كاتبة مصرية

  • 0
  • 0
  • 17,870
المقال السابق
آخر نهار في رمضان
المقال التالي
الاحتفال بالعيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً