مع القرآن - حرمات الله

منذ 2017-07-04

{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }  [الحج 30 - 31] .

حرمات الله هي كل ما له حرمة أو تستحق التوقير و التكريم و التعظيم كالحرم و مواسم الطاعات كالحج و شهر رمضان و عيدي الفطر و الأضحى و كالمناسك و الأضحية و غيرها .

من عظم حرمات الله و شعائره ووقرها فقد أحسن و أثيب ثواباً جزيلاً .

و قد أحل الله لخلقه من اللحوم أطيبها و حرم عليهم كل خبيث كرماً منه و رحمة بعباده ثم لم يطلب منهم إلا اجتناب كل ما يتسبب لهم في مضرة سواء في اعتقاد (كالأوثان) أو في أخلاق(كقول الزور وأفعال الزور) أو في مآكل (كلحم الخنزير و ذوات الناب و المخلب و الميتة و الدم المسفوح) و كذا حرم كل مفسد من المعاملات (كالربا و أكل مال اليتيم و الرشوة) .

قال تعالى :

 {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }  [الحج 30 - 31] .

قال السعدي في تفسيره :

{ ذَلِكَ } الذي ذكرنا لكم من تلكم الأحكام، وما فيها من تعظيم حرمات الله وإجلالها وتكريمها، لأن تعظيم حرمات الله، من الأمور المحبوبة لله، المقربة إليه، التي من عظمها وأجلها، أثابه الله ثوابا جزيلا وكانت خيرا له في دينه، ودنياه وأخراه عند ربه.

وحرمات الله: كل ماله حرمة، وأمر باحترامه، بعبادة أو غيرها، كالمناسك كلها، وكالحرم والإحرام، وكالهدايا، وكالعبادات التي أمر الله العباد بالقيام بها، فتعظيمها إجلالها بالقلب، ومحبتها، وتكميل العبودية فيها، غير متهاون، ولا متكاسل، ولا متثاقل، ثم ذكر منته وإحسانه بما أحله لعباده، من بهيمة الأنعام، من إبل وبقر وغنم، وشرعها من جملة المناسك، التي يتقرب بها إليه، فعظمت منته فيها من الوجهين، {إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ } في القرآن تحريمه من قوله: { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزيرِ } الآية، ولكن الذي من رحمته بعباده، أن حرمه عليهم، ومنعهم منه، تزكية لهم، وتطهيرا من الشرك به وقول الزور، ولهذا قال: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ} أي: الخبث القذر { مِنَ الأوْثَانِ} أي: الأنداد، التي جعلتموها آلهة مع الله، فإنها أكبر أنواع الرجس، والظاهر أن {من }  هنا ليست لبيان الجنس، كما قاله كثير من المفسرين، وإنما هي للتبعيض، وأن الرجس عام في جميع المنهيات المحرمات، فيكون منهيا عنها عموما، وعن الأوثان التي هي بعضها خصوصا، { وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } أي: جميع الأقوال المحرمات، فإنها من قول الزور الذي هو الكذب، ومن ذلك شهادة الزور فلما نهاهم عن الشرك والرجس وقول الزور.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 4
  • 7
  • 25,222
المقال السابق
و طهر بيتي
المقال التالي
حنفاء لله

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً