آيات بينات
أبو الهيثم محمد درويش
{ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ } [النور 34] .
- التصنيفات: التفسير -
آيات القرآن تمتزج فيها سهولة الفهم مع عظمة البنيان و شمول الأحكام لكل ما يحتاج إليه الإنسان في طريقه إلى الله , من معتقد صحيح و سلوك قويم و عبادة و معاملات و أحكام تحوي صيانة العرض و الدم و المال و العقل و الدين .
و في آيات الله من الأمثال و قصص الأولين و سير الصالحين و الفاسدين و نهاياتهم و مآلات أعمالهم ما يكفي للموعظة و الزجر من جهة و توافر القدوة و التحفيز من جهة أخرى لكل من يريد الوصول و لكل من يتقى الله فيسعى لما يرضيه و يتقي ما يغضبه .
{ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ } [النور 34] .
قال السعدي في تفسيره:
هذا تعظيم وتفخيم لهذه الآيات، التي تلاها على عباده، ليعرفوا قدرها، ويقوموا بحقها فقال: {وَلَقَدْ أَنزلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ } أي: واضحات الدلالة، على كل أمر تحتاجون إليه، من الأصول والفروع، بحيث لا يبقى فيها إشكال ولا شبهة، { و } أنزلنا إليكم أيضا {مثلا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ } من أخبار الأولين، الصالح منهم والطالح، وصفة أعمالهم، وما جرى لهم وجرى عليهم تعتبرونه مثالا ومعتبرا، لمن فعل مثل أفعالهم أن يجازى مثل ما جوزوا.
{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ } أي: وأنزلنا إليكم موعظة للمتقين، من الوعد والوعيد، والترغيب والترهيب، يتعظ بها المتقون، فينكفون عما يكره الله إلى ما يحبه الله.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن