عمارة المساجد
أبو الهيثم محمد درويش
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ } [ النور 36]
- التصنيفات: التفسير -
من رحمة الله بعباده أن يسر لهم أنواع الطاعات كل على حسب طاقته و قدراته , و من أعظم الطاعات عمارة المساجد , و عمارتها تكون برفع البناء كما تكون برفع ذكر الله فيها و إقامة الشعائر و دوام الذكر و تعليم العلم و هذا أشرف الحالين .
فمن أستطاع أن يجمع الحالين فقد نال الخير كله .
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ } [ النور 36] .
قال السعدي في تفسيره :أي: يتعبد لله { {فِي بُيُوتٍ} } عظيمة فاضلة، هي أحب البقاع إليه، وهي المساجد. { {أَذِنَ اللَّهُ } } أي: أمر ووصى { {أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } } هذان مجموع أحكام المساجد، فيدخل في رفعها، بناؤها، وكنسها، وتنظيفها من النجاسة والأذى، وصونها من المجانين والصبيان الذين لا يتحرزون عن النجاسة، وعن الكافر، وأن تصان عن اللغو فيها، ورفع الأصوات بغير ذكر الله.
{ {وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } } يدخل في ذلك الصلاة كلها، فرضها، ونفلها، وقراءة القرآن، والتسبيح، والتهليل، وغيره من أنواع الذكر، وتعلم العلم وتعليمه، والمذاكرة فيها، والاعتكاف، وغير ذلك من العبادات التي تفعل في المساجد، ولهذا كانت عمارة المساجد على قسمين: عمارة بنيان، وصيانة لها، وعمارة بذكر اسم الله، من الصلاة وغيرها، وهذا أشرف القسمين، ولهذا شرعت الصلوات الخمس والجمعة في المساجد، وجوبا عند أكثر العلماء.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن